وكذاكَ فطرةُ ربِّنا الرحمنِ شاهدةٌ **** لنا أيضًا شُهودَ بيَانِ
وكذاكَ
إجماعُ الصحابَةِ والأُوْلى **** تَبِعُوهُمُ بالعِلْمِ والإحْسَانِ
وكذاكَ
إجماعُ الأئمةِ بَعْدَهُمْ **** هذا كلامُهُمُ بكلِّ مكانِ
****
الأمْرُ الثَّالثُ ممَّا يَشهدُ لأهْلِ
السُّنَّة والجَمَاعة: الفِطرُ السَّليمَةُ التِي سَلِمَت مِن التَّغيُّر لأنَّ
كلَّ مَولُود يُولَد عَلى الفِطرَة، وَهِي دِين الإسْلام، فَأبواهُ يُهودانه أو
يُنصرانِهِ أو يُمجِّسَانهِ، فالفِطرُ السَّليمةُ تُوافقُ مَا جاءَ في الكِتَاب
والسُّنَّة.
الأمْرُ
الرَّابعُ ممَّا يؤيِّد أهل السُّنَّة والجمَاعة: هُو الإجْمَاع، إجْمَاعُ أهْلِ
الحَقِّ مِن الصَّحابَة والتَّابِعين والقُرون الثَّلاثَة المُفَضَّلة عَلى إثباتِ
الأسْمَاء والصِّفات لَه سبحانه وتعالى، وَقَد قَال صلى الله عليه وسلم: «لاَ تَجْتَمِعُ أُمَّتِي عَلَى ضَلاَلَةٍ»
([1]).
يَعنِي الأئِمَّةَ الأرْبَعةَ أصْحَابَ المَذاهِب المَتبُوعةِ أجْمَعُوا عَلى هَذا وَلم يُخالِفُوا فِيه، وَكَلام الأئِمَّة هَؤُلاء مُدَوَّن وَموجُودٌ فِي كُتبِ السُّنَّة؛ مثْل: كِتَاب«شَرْح أُصُول اعْتِقَاد أهْل السُّنَّة والجَمَاعة» لللالكَائِي، وكِتَاب «السُّنة» لابْن أبِي عَاصِم، وَكِتَاب«الشَّرِيعة» للآجُرِّي، تَحكي أقْوَال أئِمَّة أهْلِ العِلم عَلَى هَذا الشَّيء، وَكُلُّهم مُتَّفقُون فَليسَ بَينُهمُ اخْتلافٌ - والحَمدُ للهِ -.
([1]) أخرجه: الترمذي رقم (2167)، وابن ماجه رقم (3950)، واحمد (5/145).
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد