فَصلٌ
****
هَذَا
ولَيَس الطَّعنُ بالإطْلاَق فِيـ **** ـها كُلِّهِا فِعلَ الجَهُولِ الجانِي
بَل
فِي التِي قَدْ خَالَفتْ قولَ الرسو **** لِ ومُحْكَمَ الإيمانِ والفُرقانِ
أو
في التي ما أنزلَ الرحمنُ في **** تَقْريرِها يا قَوْمِ مِنْ سُلطانِ
****
لَيس الكَلامُ فِي حُجج المُخالِفين مَعنَاه: أنَّها
تَكُون كُلُّها بَاطلةٌ فَقَد يَكون فِيها شَيءٌ مِن الحقِّ؛ فَيُقبل مَا فِيها
مِن الحقِّ ويُردُّ مَا فيهَا مِن البَاطل، هَذه طَريقَة أهْلِ السُّنَّة
والجَمَاعة مَع خُصومِهم.
فَالرَّسولُ
صلى الله عليه وسلم قَبِلَ مقالةَ اليَهودِ في بَعضِ الأُمورِ؛ مثل قَول اليَهودِي
حِين قَال: إِنَّكُم تُشركُون، تَقولُون: مَا شَاء الله وشِئت، وَتقولون:
والكَعبَة، فَقال رَسولُ الله صلى الله عليه وسلم: «قُولُوا: مَا شَاءَ اللهُ، ثُمَّ شِئْتَ، وَقُولُوا: وَرَبِّ الكَعْبَةِ»
([1]).
فَأهل
العِلم كَذلكَ يَنظُرون مَا مَع خُصومِهم، فَما كَان فيهِ مِن حَقٍّ قَبلُوه،
فَالحَقُّ ضَالَّة المُؤمنِ، ومَا كَان فيهِ مِن بَاطل رَدُّوه، بخِلاَف أهْل
البَاطل فَإنَّهم يَردُّون كلَّ مَا مَع خصُومِهم، وَيكونُ ذَلك مِن بَاب الحَسدِ
والحِقد والاسْتكبَار عَن قَبول الحقِّ دون نظر وتبصُّر.
فَالأشياءُ التِي تُردُّ هِي الأُمُور التِي مَا أنْزل اللهُ بِها مِن سُلطَان.
الصفحة 1 / 495
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد