×
التعليق المختصر على القصيدة النونية الجزء الثالث

هل يُبغِضُ الأنصارَ عبدٌ مؤمنٌ  ****  أو مُدرِكٌ لروائحِ الإيمانِ

شَهِدَ الرَّسُولُ بِذَاكَ وهْيَ شَهَادَةٌ  ****  مِنْ أصْدَقِ الثَّقَلَيْنِ بالبُرْهَانِ

أَوَ ما عَلِمْتَ بأنَّ خَزْرَجَ دينِهِ  ****  والأوسَ هُمْ أبدًا بكلِّ زمانِ

ما ذَنْبُهُمْ إذْ خالفوكَ لقولِهِ  ****  ما خالَفُوه لأجلِ قولِ فُلانِ

لَوْ وافَقُوكَ وخالَفُوهُ كنتَ تَشْـ  ****  ـهَدُ أَنَّهُمْ حَقًّا أُوْلُو الإيمانِ

****

كَمَا جَاء في الحَديث: «لاَ يُحِبُّ الأَنْصَارَ إِلاَّ مُؤْمِنٌ وَلاَ يُبْغِضُهُمْ إِلاَّ مُنَافِقٌ» ([1]).

فَهُم الأَنصَار فِي كُلِّ زمَانٍ، لَيس هَذا خَاصًّا بِالأنْصَار الذِينَ فِي زَمنِ النَّبي صلى الله عليه وسلم.

لا يُخالِفُون النَّاس مِن أَجل قَول فُلان، وإِنَّما يُخالفُون مِن أَجلِ قَول الرَّسُول صلى الله عليه وسلم فَلا يَعدِله عِندَهم شَيءٌ، فَهؤلاء هُم أنْصَاره فِي كُلِّ زَمان ومكان.

لَو خَالَفوا الرَّسُول صلى الله عليه وسلم وَوافَقوك - أيُّها الضَّالُّ - لَشهدتَ لَهم بالإيمَان، ولَكن لَمَّا خَالفُوك وَوافقوا الرَّسُول شَهدْتَ علَيهِم بِالكُفر؛ لأنَّك مُنافِق تُظهر الإسْلام وتُبطِنَ الكُفر.


الشرح

([1])  أخرجه: البخاري رقم (3783)، ومسلم رقم (75).