لَو كَانَ يَدْرِي العَبْدُ أَنَّ مُصَابَهُ **** فِي هَذِهِ الدُّنْيَا هُمَا الشَّرَّانِ
جَعَلَ
التَّعَوُّذَ مِنْهُمَا دَيْدَانَهُ **** حَتَّى تَرَاهُ دَاخِلَ الأَكْفَانِ
وَسَلِ
العِيَاذَ مِنَ التَّكَبُّرِ وَالهَوَى **** فَهُمَا لِكُلِّ الشَّرِّ جَامِعَتَانِ
وَهُمَا
يَصُدَّانِ الفَتَى عَنْ كُلِّ طُرْ **** قِ الخَيْرِ إِذْ فِي قَلْبِهِ يَلِجَانِ
فَتَرَاهُ
يَمْنَعُهُ هَوَاهُ تَارَةً **** وَالكِبْرُ أُخْرَى ثُمَّ يَشْتَرِكَانِ
****
ولِذَا
كَان صلى الله عليه وسلم يستَعِيذُ باللهِ مِنهُما فِي خُطَبه فَيقولُ: «إِنَّ الحَمْدَ للهِ نَحْمَدُه
وَنَسْتَعِينُهُ وَنَسْتَغْفِرُهُ، وَنَعُوذُ بِاللهِ مِنْ شُرُورِ أَنْفُسِنَا
وَسَيِّئَاتِ أَعْمَالِنَا» ([1])،
فَشَرُّ النَّفسِ: هُو الهَوى والكِبرُ والحِقدُ والحَسدُ، وَهَذه تُهلِك
الإِنْسان. وَشَر الأَعمَال: المَعاصِي والذُّنُوب والأفْعَال المُحرَّمة، فَإذا
سَلِم الإِنْسان مِن هَاتينِ الآفَتَينِ نَجَا وأفْلَح.
يَعنِي:
لازَمَ هَذا الدُّعَاء حَتّى يُتَوفىَّ.
هَذَا
مِن شَرِّ النَّفسِ، فَأخطرُ آفَات النَّفس الكِبر وَالهَوَى.
أحْيَانًا يُسلَّط عَليهِ الاثْنَان: الكِبرُ والهَوى. وَأحيانًا يَنفَرِد أحَدُهما: إِمَّا الكِبر وإِمَّا الهَوى.
([1]) أخرجه: الترمذي رقم (1105)، وابن ماجه رقم (1892)، وأحمد رقم (3721).
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد