×
التعليق المختصر على القصيدة النونية الجزء الثالث

لَو كَانَ يَدْرِي العَبْدُ أَنَّ مُصَابَهُ  ****  فِي هَذِهِ الدُّنْيَا هُمَا الشَّرَّانِ

جَعَلَ التَّعَوُّذَ مِنْهُمَا دَيْدَانَهُ  ****  حَتَّى تَرَاهُ دَاخِلَ الأَكْفَانِ

وَسَلِ العِيَاذَ مِنَ التَّكَبُّرِ وَالهَوَى  ****  فَهُمَا لِكُلِّ الشَّرِّ جَامِعَتَانِ

وَهُمَا يَصُدَّانِ الفَتَى عَنْ كُلِّ طُرْ  ****  قِ الخَيْرِ إِذْ فِي قَلْبِهِ يَلِجَانِ

فَتَرَاهُ يَمْنَعُهُ هَوَاهُ تَارَةً  ****  وَالكِبْرُ أُخْرَى ثُمَّ يَشْتَرِكَانِ

****

ولِذَا كَان صلى الله عليه وسلم يستَعِيذُ باللهِ مِنهُما فِي خُطَبه فَيقولُ: «إِنَّ الحَمْدَ للهِ نَحْمَدُه وَنَسْتَعِينُهُ وَنَسْتَغْفِرُهُ، وَنَعُوذُ بِاللهِ مِنْ شُرُورِ أَنْفُسِنَا وَسَيِّئَاتِ أَعْمَالِنَا» ([1])، فَشَرُّ النَّفسِ: هُو الهَوى والكِبرُ والحِقدُ والحَسدُ، وَهَذه تُهلِك الإِنْسان. وَشَر الأَعمَال: المَعاصِي والذُّنُوب والأفْعَال المُحرَّمة، فَإذا سَلِم الإِنْسان مِن هَاتينِ الآفَتَينِ نَجَا وأفْلَح.

يَعنِي: لازَمَ هَذا الدُّعَاء حَتّى يُتَوفىَّ.

هَذَا مِن شَرِّ النَّفسِ، فَأخطرُ آفَات النَّفس الكِبر وَالهَوَى.

أحْيَانًا يُسلَّط عَليهِ الاثْنَان: الكِبرُ والهَوى. وَأحيانًا يَنفَرِد أحَدُهما: إِمَّا الكِبر وإِمَّا الهَوى.


الشرح

([1])  أخرجه: الترمذي رقم (1105)، وابن ماجه رقم (1892)، وأحمد رقم (3721).