×
التعليق المختصر على القصيدة النونية الجزء الثالث

فَرْقٌ مبينٌ ظاهرٌ لا يَخْتَفِي  ****  إِيضَاحُهُ إِلا عَلَى العِمْيَانِ

فَالرُّسْلُ جَاءُونَا بِإثْبَاتِ العُلُوْ  ****  وِ لِرَبِّنَا مِنْ فَوْقِ كُلِّ مَكَانِ

وَكَذَا أَتَوْنَا بِالصِّفَاتِ لِرَبِّنَا الرْ  ****  رَحْمَنِ تَفْصِيلاً بِكُلِّ بَيَانِ

وَكَذَاكَ قَالُوا إِنَّهُ مُتَكَلِّمٌ  ****  وَكَلاَمُهُ المَسْمُوعُ بِالآذَانِ

وَكَذَاكَ قَالُوا إِنَّهُ سُبْحَانَهُ الـ  ****  ـمَرْئِيُّ يَومَ لِقَائِهِ بِعِيَانِ

وَكَذَاكَ قَالُوا إِنَّهُ الفَعَّالُ حَقْـ  ****  قًا كُلَّ يَوْمٍ رَبُّنَا فِي شَانِ

****

فَإذَا قَرأتَ النُّصوصَ فِي القُرآنِ وجَدت أنَّ النَّفي مُجملٌ والإِثباتُ مُفصلٌ، بخِلاَف مَا إِذا قَرأت كُتبَ عُلماءِ الكَلامِ، فَإنَّك تَجدُ العَكس فِيها إِثباتٌ مُجمَل ونَفيٌ مُفصَّلٌ.

مِن سَمْع وَبَصَرٍ وقُدْرةٍ وإِرَادةٍ لَكن بِالتَّفْصِيل. وذَلكَ أَنَّ أفْعَالَه سبحانه وتعالى تَتجَدَّد كُلَّ يَوم وَكُلَّ وَقتٍ كَمَا يَشَاءُ سبحانه وتعالى كَمَا قَال: ﴿إِنَّ رَبَّكَ فَعَّالٞ لِّمَا يُرِيدُ [هود: 107].


الشرح