×
التعليق المختصر على القصيدة النونية الجزء الثالث

وَأَتَيْتُمُونَا أَنْتُمُ بِالنَّفْيِ وَالتْـ  ****  تَعْطِيلِ بَلْ بِشَهَادَةِ الكُفْرَانِ

لِلمُثْبِتِينَ صِفَاتِهِ وَعُلُوَّهُ  ****  وَنِدَاءَهُ فِي عُرْفِ كُلِّ لِسَانِ

شَهِدُوا بِإِيمَانِ المُقِرِّ بِأَنَّهُ  ****  فَوْقَ السَّمَاءِ مُبَايِنُ الأَكْوَانِ

وَشَهِدْتُمُ أَنْتُمْ بِتَكْفِيرِ الذِي  ****  قَدْ قَالَ ذَلِكَ يَا أُولِي العُدْوَانِ

وَأَتَى بِأَيْنَ الله إِقْرَارًا وَنُطْـ  ****  ـقًا قُلْتُمُ هَذَا مِنَ البُهْتَانِ

****

 أمَّا أهْلُ التَّعطِيل فَأتَونا بِالنَّفْي المُفصَّل؛ حَيثُ نَفوا عَنه كُلَّ اسْم وَكُلَّ صِفة أثْبتَهُما لِنفْسِه، وَلم يَكتَفوا بِذلِك بَل حَكموا عَلى مَن أثْبَتها أنَّه كَافر.

وكَذَلك أهْلُ السُّنَّة أثْبَتوا السُّؤَال بِـ: أيْن الله؟ كَمَا أثْبَته الرَّسُول صلى الله عليه وسلم حِينما سَأله سَائلٌ فَقَال: أَينَ كَانَ رَبُّنا قَبلَ أَنْ يَخلُق السَّمَوات والأَرضَ؟ ([1])فَلم يُنكِر عَليهِ.

وكذَلكَ هُو صلى الله عليه وسلم نَطقَ بِهذَا؛ حَيثُ قَال للجَارِية: «أَيْنَ اللهُ؟» قَالت: فِي السَّمَاء. قَال: «أَعْتِقْهَا فَإِنَّهَا مُؤْمِنَةٌ» ([2]). وَأيْن: إِشارَة إِلى المَكَان.


الشرح

([1])  أخرجه: ابن حبان (14/9)، وأحمد رقم (16200).

([2])  أخرجه: مسلم رقم (537).