×
التعليق المختصر على القصيدة النونية الجزء الثالث

يَكْفِيكََ مَنْ وَسِعَ الخَلاَئِقَ رَحْمةً  ****  وَكِفَايَةً ذُو الفَضْلِ وَالإِحْسَانِ

يَكْفِيكَ رَبٌّ لَمْ تَزَلْ أَلْطَافُهُ  ****  تَأتِي إِلَيكَ بِرَحْمَةٍ وَحَنانِ

يَكْفِيكَ رَبٌّ لَمْ تَزَلْ فِي سِتْرِهِ  ****  وَيَرَاكَ حِينَ تَجِيء بِالعِصْيَانِ

يَكفِيك رَبٌّ لَمْ تَزَلْ فِي حِفْظِهِ  ****  وَوِقَايَةٍ مِنْهُ مَدَى الأَزْمَانِ

يَكْفِيكَ رَبٌّ لَمْ تَزَلْ فِي فَضْلِهِ  ****  مُتَقَلِّبًا فِي السِّرِّ وَالإِعْلاَنِ

يَدْعُوهُ أَهْلُ الأَرْضِ مَعْ أَهْلُ السَّمَا  ****  ءِ فَكُلَّ يَوْمٍٍ رَبُّنَا فِي شَانِ

وَهُوَ الكَفِيلُ بِكُلِّ مَا يَدْعُونَهُ  ****  لاَ يَعْتَرِي جَدْوَاهُ مِنْ نُقْصَانِ

****

إذا كَانتِ الخَلائِقُ جَميعُها تَقصِد اللهَ بِحوائِجِها، فَكيفَ أنْتَ تُعرِض عَن هَذا الرَّبِّ وَتدعُو سِواه وَتخْشى غَيرَه؟!

هُو الغَنِي الذِي إذَا أعْطَى لَم يَنقُص ذَلكَ مَا عِندَه سبحانه وتعالى، بِخِلاف المَخلُوق فَإنَّه وَلو كَان عِندَه أمْوَال كثِيرَة فَهِي عَلى سَبيلِ الزَّوالِ والنَّقصِ فَإذا مَا دَفعَ مِنها شَيئًا نَقصَت.


الشرح