وَلَقَدْ تَوَلَّتْ بَعْدُ عَنْ أَصْحَابِهَا **** فَالسَّعْدُ مِنْهَا حَلَّ بِالدَّبَرَانِ
لاَ
يُرْتَجَى مِنْهَا الوَفَاءُ لِصَبِّهَا **** أَيْنَ الوَفَا مِنْ غَادِرٍ خَوَّانِ
طُبِعَتْ
عَلَى كَدَرٍ فَكَيفَ تَنَالُهَا **** صَفْوًا أَهَذَا قَطُّ فِي الإِمْكَانِ
يَا
عَاشِقَ الدُّنْيَا تَأَهَّبْ لِلذِي **** قَدْ نَالَهُ العُشَّاقُ كُلَّ زَمَانِ
أَوَ
مَا سَمِعْتَ بَلْ رَأَيتَ مَصَارِعَ الـ **** ـعُشَّاقِ مِنْ شِيبٍٍ وَمِنْ شُبَّانِ
****
لا
تَركَن إِلى الدُّنيَا لأنَّها لا تَدُوم، وَإنْ أُعطِيَ مِنهَا الشَّخصُ مَا
أُعطِي فَسرعَان مَا تَتغيَّر وَتتقلَّبُ عَليهِ.
تَأهَّبْ
لِلعَاقبَةِ؛ حَيثُ إنَّ الدُّنيا صَرعَت عُشَّاقَها وقَتلتْهُم؛ وَلِهذا يُروى
أنَّ عِيسَى عليه السلام رَأى الدُّنيَا فِي صُورَة عُجوزٍ شَمطَاء عَليها مِن
كُلِّ زِينَة، فَقالَ لَها: كَم تَزَوَّجْتِ؟ قَالت: لاَ أُحصِي عَددَهم. قَال: هَل
كُلُّهُم مَات عَنكِ؟ قَالت: كُلُّهُم قَتلتُ. فَقَال: بِئسًا لَأزوَاجِك
البَاقينَ، حَيثُ لَم يَعتَبرُوا بِأزوَاجِك السَّابِقين.
أمَا
رَأيتَ كَيفَ صَنعَتْ بِهم، هَل دَامَت لَهُم، أو دَاموا لَهَا، بَل إِنَّها
قَتلتْهُم كُلُّهم.
***
الصفحة 5 / 495
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد