×
التعليق المختصر على القصيدة النونية الجزء الثالث

هَذَا وَظِلُّ السِّدْرِ مِنْ خَيرِ الظِّلاَ  ****  لِ وَنَفْعُهُ التَّرْوِيحُ لِلأَبْدَانِ

وَثِمَارُهُ أَيْضًا ذَوَاتُ مَنَافِعٍ  ****  مِنْ بَعْضِهَا تَفْرِيحُ ذِي الأَحْزَانِ

وَالطَّلْحُ وَهْوَ المَوزُ مَنْضُودٌ كَمَا  ****  نُضِدَتْ يَدٌ بِأَصَابِعٍٍ وَبَنَانِ

أَوْ أَنَّهُ شَجَرُ البَوَادِي مُوقَرًا  ****  حِمْلاً مَكَانَ الشَّوْكِ فِي الأَغْصَانِ

وَكَذَلِكَ الرُّمَّانُ وَالعِنَّابُ وَالنْـ  ****  نَخلُ التِي مِنْهَا القُطُوفُ دَوَانِ

هَذَا وَنَوعٌ مَا لَهُ فِي هَذِهِ الدْ  ****  دُنْيَا نَظِيرٌ كَي يُرَى بِعِيَانِ

****

 قِيلَ: شَجرُ الطَّلحِ هُو شَجرُ المَوزِ، وَقيلَ: هُو غَيرُ شَجرِ المَوزِ، بَل هُو شَجرُ البَوادِي، لَكن طَلح الجَنَّة يَختَلِفُ عَنهُ.

القُطوفُ: يَعنِي الثِّمارُ، والدَّوانِي: يَعنِي القَريبَة، فَلا يَحتَاجُونَ أنْ يَصعَدوا لأَِخذِ الثِّمارِ وَيتكَلَّفوا مِثل مَا فِي الدُّنيَا، بَل هِي دَوانٍ يَحصُلونَ عَليهَا مِن دُونِ تَعبٍ كَمَا قَال تَعَالى: ﴿قُطُوفُهَا دَانِيَةٞ [الحاقة: 23]، قَريبَة مِمَّن يُريدُها.

هَذا النَّوعُ الثَّانِي وَهُو مَا لَيسَ لَهُ نَظيرٌ فِي الدُّنيَا، لاَ يَعلمُه إِلا اللهُ.


الشرح