عَليهِم تِيجَانٌ مُرصَّعَة عَلى رُؤوسِهِم،
وَعلَى أبْدَانِهم مَلابسُ مِن الحَريرِ والدِّيباجِ والإسْتَبرَق، وفِي أَيدِيهم
أَساوِر الحُلي: الرِّجالُ والنِّسَاء يَتحلَّون فِي الجنَّة: ﴿وَلِبَاسُهُمۡ
فِيهَا حَرِيرٞ﴾ [الحج: 23]، والإسْتَبرق:
مَا غَلُظَ مِن الحَريرِ، وأمَّا الدِّيباجُ: فَهُو ما رَقَّ مِن الحَرير.
والحَرير
الذِي فِي الجَنَّة يَختَلِف عَن الحَريرِ الذِي فِي الدُّنْيا، فَالحَريرُ الذِي
فِي الدُّنيَا يُؤخَذ مِن دُود القَزِّ الذِي يَجعَل لَه بَيتًا مُدورًا مِن
الخُيوطِ التِي تَخرُج مِن بَطنِه يُديرُها لِتكُونَ بيتًا فيَأخُذها النَّاس قَبل
أنْ تَتحوَّل إِلى فَراشَة.
وأمَّا
حَرير الجنَّة فَليسَ هُو مِن دُود القَزِّ، وإنَّما هُو مِن صَنيعِ الرَّحمَن
يَخرُج مِن شَجر الجنَّة، ثِمارٌ تتشَقَّق وَيخرُج مِنها لبَاسُهم.
وأيضًا:
مَلابِسُ الدُّنيَا تُنسجُ بِالمَنَاسِج والمَعَاملِ بِخلاف مَلاَبسِ أهْلِ
الجَنَّة فَليسَ لَها مَصَانع ولا مَناسِج، وإنَّما تَخرُج مِن ثِمَار الجَنَّة
مِن صُنعِ اللهِ تَعَالى.
وشَقَائقُ
النُّعمان يُراد بها: الورد الجَميل البَهِي المَنْظر،
وهَذَا من باب التَّشْبيهِ والتَّقرِيب، فأحْسَن مَا تَرى فِي الدُّنيَا شَقائِق
النُّعمانِ وَهِي أزْهَار وَوُرود جَمِيلَة، وأيضًا مَلابِس أهْلِ الدُّنيَا وَإنْ
كَانَت جَمِيلة فإنَّها تَتوسَّخُ وَتتراكَمُ علَيهَا الأوْسَاخ وتَحتاجُ إِلى
تَنظِيف وغَسلٍ، ثمَّ في النِّهاية تَبلَى مِن كَثرَة الأوْسَاخ والاسْتعمَال
والغَسيلِ، بِخلافِ مَلابسِ أهْلِ الجَنَّة فَلا تَتَّسخ ولا تَبْلى ولاَ
تَتمزَّقْ.
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد