×
التعليق المختصر على القصيدة النونية الجزء الثالث

 ثمَّ بيَّنَ رحمه الله مَلابسَ النِّسَاء، والنَّصيفُ: هُو مَا يَكُون عَلَى الرَّأسِ، فَلَو جَمَعتَ أَموَالَ الدُّنيَا كُلِّها مَا بَلَغت قِيمَة نَصِيف امْرَأة مِن نِسَاء الجَنَّة؛ لأنَّ مَا في الجَنَّة لا يُدرَك بالأثْمَان. وَتلبَسُ سَبعِين مِن الحُللِ وَمَع ذَلكَ يَرى زَوجُها مُخَّ سَاقها مِن وَرَاء ذلِكَ، فَزَوجُها يَنظُر ويَنفُذ نَظرُه مَلابِسها وَيَرى جَمَالها حتَّى المُخَّ الذِي فِي سَاقها، وهَذَا مِن قُوَّة الإبْصَار والنَّعِيم. مِثل مَا تَضَع الشَّراب فِي زُجَاجَة صَافيَة، فَهل الزُّجاجَة تَستُر الشَّرَاب؟ لاَ تَستُره فَيُرى الشَّراب دَاخل الزُجَاجَة، كَذلِكَ الحَوراءُ تَرى جَمَالها مِن وَرَاء المَلابِس والأَسْتار.

***


الشرح