ذَاكَ النِّكَاحُ عَليكَ أيْسَرُ إنْ يَكُنْ **** لكَ نِسْيَةٌ للعِلمِ والإيمَانِ
واللهِ
لَمْ تَخْرُجْ إلى الدنيا للَذْ **** ذَةِ عَيْشِها أو للحُطامِ الفاني
لكن
خَرَجْتَ لكي تُعِدَّ الزادَ للـ **** أُخرى فَجِئْتَ بأقبحِ الخُسرانِ
أهملتَ
جَمْعَ الزادِ حتى فاتَ بَلْ **** فاتَ الذي ألهاكَ عن ذا الشَّانِ
واللهِ
لَوْ أنَّ القلوبَ سليمةٌ **** لَتقطَّعَتْ أسفًا مِن الحرمانِ
لكنَّها
سَكْرى بِحُبِّ حياتِها الدْ **** دُنيا وسوفَ تُفِيقُ بعدَ زمانِ
****
لابُدَّ أنْ تُلاقِي مِن الأتْعَاب وَمِن
المَشقَّة فِي هَذِه الدُّنيَا؛ لأنَّكَ لَم تُخلَق لِلدُّنيا بَل للآخِرَة فَلا
تَركَنْ للدُّنيا.
وهَذا
الخُسْران الذِي لا يُجبر هُو خسْرَان الآخِرَة، وَقد فَاتكَ أمْران:
الأوَّل:
قَد فاتَتك الدُّنيا التِي شَغلَتْك.
الثَّاني:
وَفاتَتْك الآخِرَةُ، كَما قَال تَعَالى ﴿خَسِرَ ٱلدُّنۡيَا وَٱلۡأٓخِرَةَۚ ذَٰلِكَ هُوَ ٱلۡخُسۡرَانُ
ٱلۡمُبِينُ﴾ [الحج: 11]، فلو أنَّ
القُلوبَ سَليمةٌ مِن الغَفلَة وَمن الإِعرَاض والنِّسيان لتَقطَّعت مِن الأسَف
عَلى مَا حُرِمت، وهَذِه حَالُ أكْثَر الخَلق.
***
الصفحة 7 / 495
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد