×
التعليق المختصر على القصيدة النونية الجزء الثالث

ذَاكَ النِّكَاحُ عَليكَ أيْسَرُ إنْ يَكُنْ  ****  لكَ نِسْيَةٌ للعِلمِ والإيمَانِ

واللهِ لَمْ تَخْرُجْ إلى الدنيا للَذْ  ****  ذَةِ عَيْشِها أو للحُطامِ الفاني

لكن خَرَجْتَ لكي تُعِدَّ الزادَ للـ  ****  أُخرى فَجِئْتَ بأقبحِ الخُسرانِ

أهملتَ جَمْعَ الزادِ حتى فاتَ بَلْ  ****  فاتَ الذي ألهاكَ عن ذا الشَّانِ

واللهِ لَوْ أنَّ القلوبَ سليمةٌ  ****  لَتقطَّعَتْ أسفًا مِن الحرمانِ

لكنَّها سَكْرى بِحُبِّ حياتِها الدْ  ****  دُنيا وسوفَ تُفِيقُ بعدَ زمانِ

****

 لابُدَّ أنْ تُلاقِي مِن الأتْعَاب وَمِن المَشقَّة فِي هَذِه الدُّنيَا؛ لأنَّكَ لَم تُخلَق لِلدُّنيا بَل للآخِرَة فَلا تَركَنْ للدُّنيا.

وهَذا الخُسْران الذِي لا يُجبر هُو خسْرَان الآخِرَة، وَقد فَاتكَ أمْران:

الأوَّل: قَد فاتَتك الدُّنيا التِي شَغلَتْك.

الثَّاني: وَفاتَتْك الآخِرَةُ، كَما قَال تَعَالى ﴿خَسِرَ ٱلدُّنۡيَا وَٱلۡأٓخِرَةَۚ ذَٰلِكَ هُوَ ٱلۡخُسۡرَانُ ٱلۡمُبِينُ [الحج: 11]، فلو أنَّ القُلوبَ سَليمةٌ مِن الغَفلَة وَمن الإِعرَاض والنِّسيان لتَقطَّعت مِن الأسَف عَلى مَا حُرِمت، وهَذِه حَالُ أكْثَر الخَلق.

***


الشرح