×
التعليق المختصر على القصيدة النونية الجزء الثالث

شُغْلُ العَرُوسِ بعُرْسِهِ مِنْ بَعْدِ مَا  ****  عَبَثَتْ به الأشْوَاقُ طُولَ زَمَانِ

بالله لا تَسْألْهُ عَنْ أشْغَالِهِ  ****  تِلْكَ اللَّيالي شَأْنُهُ ذُو شَانِ

واضْرِبْ لهم مثلاً بِصَبٍّ غابَ عنْ  ****  مَحْبُوبهِ في شاسِعِ البُلدانِ

والشَّوْقُ يُزْعِجُه إلَيْهِ ومَا لَهُ  ****  بِلقَائِهِ سَبَبٌ مِنَ الإمْكَانِ

وَافَى إلَيْه بَعْدَ طُولِ مَغِيبهِ  ****  عَنْهُ وصَارَ الوَصْلُ ذَا إمْكَانِ

أتَلُومُه إنْ صَارَ ذَا شُغْلٍ بِهِ  ****  لا والَّذي أَعْطَى بِلاَ حُسْبَانِ

ياربُّ غَفْرًا قد طَغَتْ أقلامُنا  ****  يا ربُّ مَعْذِرَةً مِنَ الطُّغيانِ

****

واضْرِب مَثلاً لأَهلِ الجَنَّة مَع أزْوَاجِهِم حِين يَلتَقُون بِالأزْوَاج فِي الدُّنيَا إِذا غَاب أحَدُهمَا عَن الآَخَر مُدةً طوِيلَة ثُمَّ التقَى بهِ، مَاذا يَكُون فَرحُه بِهِ وَلذَّتُه بهِ، هَذا شَيءٌ معْرُوف عِند أهْلِ الدُّنيَا، والصَّبُّ: بِمعنَى المُحبُّ، مِن الصَّبَابة وَهِي المَحبَّة.

يعْنِي: أنَّه اسْترْسَل فِي هَذهِ الأَوصَافِ التِي ذَكرَها فَهُو يَستَغفِر ربَّه منْ هَذا الاسْترْسَالِ.

***


الشرح