×
التعليق المختصر على القصيدة النونية الجزء الثالث

هذا ويكفي أنّهُ سُبحانَهُ  ****  وصفَ الوُجوهَ بنظرةٍ بِجنانِ

وأعاد أيضًا وصفَها نظرًا وذا  ****  لا شكَّ يُفهِمُ رؤيةً بعِيانِ

وأتتْ أداةُ «إلى» لرفعِ الوهمِ منْ  ****  فِكْرٍ كذاكَ ترقُّبُ الإنسانِ

وإضافةٌ لِمحلِّ رؤيتِهمْ بذِكْـ  ****  ـر الوجهِ إذ قامتْ به العينانِ

تاللهِ ما هذا بفكرٍ وانتظا  ****  رِ مُغيَّبٍ أو رؤيةٍ لِجنانِ

ما في الجِنانِ من انتظارٍ مُؤلمٍ  ****  واللفظُ يَأباهُ لذي العِرفانِ

لا تُفسدوا لفظَ الكتابِ فليسَ فيـ  ****  ـهِ حِيلةٌ يا فِرقةَ الرَّوَغانِ

ما فوقَ ذا التصريحِ شيءٌ ما الذي  ****  يأتي به مِنْ بعدِ ذا التّبيانِ

****

 قال تعالى: ﴿وُجُوهٞ يَوۡمَئِذٖ نَّاضِرَةٌ [القيامة: 22] من النضرة، وهي الحُسْنُ والبَهاء ثم قال: ﴿إِلَىٰ رَبِّهَا نَاظِرَةٞ [القيامة: 23] أي إلى وجهِ اللهِ سبحانه وتعالى. فهذه الآيةُ تُثبِتُ الرؤيةَ للهِ تعالى من وجوه:

الأول: نَضْرة الوَجه وحُسْنه فإنَّهم إذا نظروا إلى وجهِ اللهِ ازداد حُسْنُهم وازداد بَهَاؤُهم زيادةً على ما يكونُ لهم في الجنَّة.


الشرح