لو قال أبْيَنَ ما يُقَال لقُلتُم **** هو مُجْمَلٌ ما فيه من تِبْيانِ
ولقد
أتى في سورةِ التطفيفِ أن **** ن القومَ قد حُجِبُوا عن الرحمنِ
فيَدُلُّ
بالمفهومِ أن المؤمنيـ **** ـن يَرَونَه في جَنَّة الحَيَوانِ
وبذا
استدلَّ الشافعيُّ وأحمدٌ **** وسِواهما من عالِمي الأزمانِ
****
الثاني:
أنه قال: «وجوه» وأسندَ هذا إلى الوجوه، فالوُجُوه فيها العينان فهي مَحَلُّ
النظَر.
الثالث:
أنه عدَّاه بـ «إلى» والنظَر إذا عُدِّي بـ «إلى» فمعناه: المُعَاينة بالبصر،
تقول: نظرت إلى كذا، أي: عاينته ببصري، وأما إذا عُدِّي بنفسِه فمعناه الانتظارُ
كما في قولِه تعالى: ﴿نَقۡتَبِسۡ
مِن نُّورِكُمۡ﴾ [الحديد: 13] وإذا عُدِّي
بفي فمعناه التفكُّر والاعتبارُ كما في قولِه: ﴿أَوَلَمۡ يَنظُرُواْ فِي مَلَكُوتِ ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلۡأَرۡضِ﴾ [الأعراف: 185] فليس هناك شيءٌ أصرحُ من هذا في إثباتِ
الرؤيةِ له تعالى.
يعني:
لو جاء النصُّ الصريحُ الواضحُ فإنهم يجعلُونه مُجْملاً ومُحْتَملاً لآرائِهم
وتأويلاتِهم، وهذا فيه تغليطٌ للرسولِ صلى الله عليه وسلم وللصحابةِ ولأهلِ اللغة.
هذا
هو الموضِعُ الثالثُ من إثباتِ الرؤيةِ في القرآنِ كما في سورة المطفِّفين ﴿كَلَّآ
إِنَّهُمۡ عَن رَّبِّهِمۡ يَوۡمَئِذٖ لَّمَحۡجُوبُونَ﴾
[المطففين: 15]:
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد