وأتى بذا المفهومِ تصريحًا بآ **** خِرِها فلا تُخدَعْ عن القرآنِ
وأتى
بذاك مُكذِّبًا للكافريـ **** ـن الساخرين بشيعةِ الرحمنِ
****
فلمَّا حجَبَ الكفارَ عن الرؤيةِ لربِّهم دَلَّ
على أن المؤمنين غيرُ مَحْجوبين عن ربِّهم. بهذا استدَلَّ الإمامان الجليلان
الشافعيُّ وأحمدُ على أنَّ اللهَ إذا حجبَ الكفارَ عن رؤيتِه فإنَّ المؤمنين
يَرَوْن ربَّهم وإلا لم يكُن هناك فرْقٌ بين المؤمنين والكفار، فدَلَّ هذا على
إثباتِ الرؤيةِ له تعالى.
وأتى
بهذا المفهومِ الذي ذكرَه الإمامان الشافعيُّ والإمامُ أحمد في آخرِ السورة، حيث
قال: ﴿فَٱلۡيَوۡمَ ٱلَّذِينَ
ءَامَنُواْ مِنَ ٱلۡكُفَّارِ يَضۡحَكُونَ﴾
[المطففين: 34] فالكفارُ ضَحِكوا وسَخِروا من المؤمنين في الدنيا، واللهُ تعالى
يُجازِيهم يومَ القيامةِ بأنْ يجعلَ المؤمنين يضْحَكون منهم وهم ﴿عَلَى ٱلۡأَرَآئِكِ
يَنظُرُونَ﴾ [المطففين: 35] يَنظُرون
إلى أعدائِهم وهم يُعذَّبون في النار، ويَنْظرون إلى الجنةِ وإلى وجهِ اللهِ وهو
أعظمُ شيءٍ وألذُّ شيء، وأَطْلَق النظرَ ليشملَ كُلَّ شيء، وأعظمُ النظرِ هو رؤيةُ
اللهِ تعالى.
يعني
الساخرين بهم في الدنيا، ففي يومِ القيامةِ يضحَك المؤمنون من الكفارِ جزاءً وعقوبةً
لهم.
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد