×
التعليق المختصر على القصيدة النونية الجزء الثالث

هذا سَماعٌ مطلقٌ وسماعُنا الـ  ****  ـقرآن في الدنيا فنوعٌ ثانِ

والله يُسمَعُ قولُه بوساطةٍ  ****  وبدونها نوعانِ معروفانِ

فسَماعُ موسى لم يكُن بواسطةٍ  ****  وسماعُنا بتوسُّطِ الإنسانِ

من صَيَّر النوعين نوعًا واحدًا  ****  فمُخالِفٌ للعقلِ والقرآنِ

****

 يعني: يسمعُ كلامَ الله بالواسطةِ فلا يسمعُه مباشرةً كما في قوله: ﴿وَإِنۡ أَحَدٞ مِّنَ ٱلۡمُشۡرِكِينَ ٱسۡتَجَارَكَ فَأَجِرۡهُ حَتَّىٰ يَسۡمَعَ كَلَٰمَ ٱللَّهِ [التوبة: 6]، أما سماع موسى عليه السلام فإنه لم يكُن بواسطةِ أحد، بل هو مباشرةً من الله، وهذا من خصائصِ موسى عليه السلام الذي امتاز به على سائرِ النبيِّين ولذلك سُمِّي كليمَ الله، وأما نحن فسماعُنا لكلامِ اللهِ فهو بواسطةِ نبيِّنا محمد صلى الله عليه وسلم.

الجَهْميةُ قالوا: كلامُ اللهِ شيءٌ واحد وهو مخلوقٌ خلقَه اللهُ في محمدٍ أو جبريل، وهذا باطِلٌ لأن كلام الله صفةٌ من صفاتِه كذاتِه سبحانه وتعالى غيرُ مخلوق.


الشرح