وتجاره من ليس تُلْهيه تجا **** راتٌ ولا بيعٌ عن الرحمنِ
أهلُ
المُرُوءةِ والفُتُوةِ والتُّقى **** والذِّكرِ للرحمن كُلَّ أوانِ
يا
مَن تعوَّضَ عنه بالسوقِ الذي **** رُكِزَت لديه رايةُ الشيطانِ
لو
كنتَ تدري قدرَ ذاك السوقِ لم **** تركنْ إلى سُوقِ الكسادِ الفاني
****
والتجاراتُ
التي في أسواقِ الجنةِ لا تلهي عن ذِكرِ اللهِ بخلافِ التجاراتِ التي في الدنيا
فإنَّها تلهي عن ذِكْر الله، ولهذا قال: ﴿يَٰٓأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ لَا تُلۡهِكُمۡ
أَمۡوَٰلُكُمۡ وَلَآ أَوۡلَٰدُكُمۡ عَن ذِكۡرِ ٱللَّهِۚ﴾
[المنافقون: 9]، وقال سبحانه: ﴿رِجَالٞ لَّا تُلۡهِيهِمۡ تِجَٰرَةٞ وَلَا بَيۡعٌ عَن
ذِكۡرِ ٱللَّهِ وَإِقَامِ ٱلصَّلَوٰةِ وَإِيتَآءِ ٱلزَّكَوٰةِ﴾ [النور: 37]
هذا
تذكيرٌ من الشيخِ رحمه الله بمخاطِرِ أسواقِ الدنيا لما ذَكرَ سوقَ الآخرةِ حذَّر
من سوق الدنيا، والشيءُ بالشيءِ يُذكر.
***
الصفحة 3 / 495
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد