وَجَدَ التُّجَّارَ جَمِيْعَهُمْ قَدْ
سَافَرُوا **** عَنْ هَذِهِ الْبُلْدَانِ وَالأَْوْطَانِ
إِلاَّ
الصَّعَافَقَةَ الَّذِينَ تَكَلَّفُوا **** أَنْ يَتْجَرُوا فِيْنَا بِلاَ أَثْمَانِ
فَهُمُ
الزَّبُونُ لَهَا فَبِاللهِ ارْحَمُوا **** مِنْ بَيْعَةٍ مِنْ مُفْلِسٍ مِدْيَانِ
يَا
رَبِّ فَارْزُقْهَا بِحَقِّكَ تَاجِرًا **** قَدْ طَافَ بالآْفَاقِ وَالْبُلْدَانِ
مَا
كُلُّ مَنْقُوشٍ لَدَيْهِ أَصْفَرٌ **** ذَهَبًا يُرَاهُ خَالِصَ الْعِقْيَانِ
وَكَذَا
الزُّجَاجُ وَدُرَّةُ الْغَوَّاصِ فِي **** تَمْيِيْزِهِ مَا إِنْ هُمَا مِثْلاَنِ
****
هذا كِنايةٌ عنْ موت العلماءِ، فلمْ يبقَ لهذه
القصيدةِ زَبُونٌ.
يعني:
لمْ يبق َإِلاَّ المُدَّعين للعِلْم.
ولكنَّ
بِضاعتَه رحمه الله في هذه القصيدةِ العظيمةِ قدْ لقيتْ قَبولاً مِنْ بعده عند
أَهْلِ السُّنَّةِ والجماعةِ فصاروا يَدْرُسُونها ويَشْرَحونها في كلِّ وقْتٍ.
***
الصفحة 3 / 495
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد