×
شرح قاعدة جليلة في التوسل والوسيلة الجزء الأول

قَالَ شَيْخُ الإِْسْلاَمِ - قَدَّسَ اللَّهُ رُوحَهُ -: بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ الْحَمْدُ لِلَّهِ نَسْتَعِينُهُ وَنَسْتَغْفِرُهُ وَنَعُوذُ بِاَللَّهِ مِنْ شُرُورِ أَنْفُسِنَا وَمِنْ سَيِّئَاتِ أَعْمَالِنَا، مَنْ يَهْدِ اللَّهُ فَلاَ مُضِلَّ لَهُ وَمَنْ يُضْلِلْ فَلاَ هَادِيَ لَهُ، وَأَشْهَدُ أَنْ لاَ إلَهَ إلاَّ اللَّهُ وَحْدَهُ لاَ شَرِيكَ لَهُ، وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ أَرْسَلَهُ بِالْهُدَى، وَدِينِ الْحَقِّ؛ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ، وَكَفَى بِاَللَّهِ شَهِيدًا، أَرْسَلَهُ بَيْنَ يَدَيْ السَّاعَةِ بَشِيرًا وَنَذِيرًا، وَدَاعِيًا إلَى اللَّهِ بِإِذْنِهِ، وَسِرَاجًا مُنِيرًا، فَهَدَى بِهِ مِنْ الضَّلاَلَةِ، وَبَصَّرَ بِهِ مِنْ الْعَمَى، وَأَرْشَدَ بِهِ مِنْ الْغَيِّ، وَفَتَحَ بِهِ أَعْيُنًا عُمْيًا، وَآذَانًا صُمًّا، وَقُلُوبًا غُلْفًا، فَبَلَّغَ الرِّسَالَةَ، وَأَدَّى الأَْمَانَةَ، وَنَصَحَ الأُْمَّةَ، وَجَاهَدَ فِي اللَّهِ حَقَّ جِهَادِهِ، وَعَبَدَ رَبَّهُ حَتَّى أَتَاهُ الْيَقِينُ مِنْ رَبِّهِ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ، وَعَلَى آلِهِ، وَسَلَّمَ تَسْلِيمًا. فَفَرْقٌ بَيْنَ الْحَقِّ وَالْبَاطِلِ، وَالْهُدَى وَالضَّلاَلِ، وَالرَّشَادِ وَالْغَيِّ، وَطَرِيقِ أَهْلِ الْجَنَّةِ وَطَرِيقِ أَهْلِ النَّارِ، وَبَيْنَ أَوْلِيَائِهِ وَأَعْدَائِهِ.

**********

الشرح

بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، وصل الله وسلم على نبينا محمد، وعلى آله وأصحابه أجمعين.

بدأ شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله هذه الرسالة العظيمة: «قاعدة جليلة في التوسل والوسيلة» بهذه الخطبة العظيمة التي بدأها بخطبة الحاجة الواردة عن النبي صلى الله عليه وسلم ([1])، ثم ذكر بعثة محمد صلى الله عليه وسلم، وما قام به صلى الله عليه وسلم من أعباء الرسالة، وأداء الأمانة التي كلفه الله بها، فما من حلال إلا بينه، وما من حرام إلا بينه بأمر ربه سبحانه وتعالى خصوصًا في أمر العقيدة والعبادة، وما يتبعهما من الأحكام، فإنه صلى الله عليه وسلم قد بلغ البلاغ المبين؛ امتثالاً لأمر


الشرح

([1])  أخرجه: مسلم رقم (867).