ربه في قوله تعالى: ﴿إِنۡ عَلَيۡكَ إِلَّا ٱلۡبَلَٰغُۗ﴾ [الشورى: 48]، وقوله:
﴿يَٰٓأَيُّهَا ٱلرَّسُولُ
بَلِّغۡ مَآ أُنزِلَ إِلَيۡكَ مِن رَّبِّكَۖ﴾ [المائدة: 67]،
فبلغ صلى الله عليه وسلم ما أنزله الله إليه، ولم يكتم منه شيئًا، حتى أكمل الله
به الدين، وأتم به النعمة، ورضي لأمته الإسلام دينًا.
والإسلام هو الذي جاء به صلى الله عليه وسلم في العقائد، والعبادات،
والمعاملات، والأخلاق، فهو شامل لكل ما تحتاجه البشرية في عقيدتها، وعبادتها،
وأخلاقها، ومعاملاتها، كامل؛ لأن الله جل وعلا قال: ﴿ٱلۡيَوۡمَ
أَكۡمَلۡتُ لَكُمۡ دِينَكُمۡ﴾ [المائدة: 3].
ومن خصائصه صلى الله عليه وسلم: أن الله بعثه إلى الناس كافة، بل بعثه إلى الثقلين: الجن والإنس بشيرًا ونذيرًا، وكان النبي قبله يُبعث إلى قومه خاصة ([1])، وربما يتعاصر نبيان في وقت واحد، وكل نبي منهما له أمة يبعثه الله فيها، فلما بعث الله محمدًا صلى الله عليه وسلم أمر جميع الناس من أصحاب الملل - كاليهودية والنصرانية، والأميين الذين ليس لهم ملة شرعية - باتباع هذا الرسول صلى الله عليه وسلم، وذلك بقوله: ﴿قُلۡ يَٰٓأَيُّهَا ٱلنَّاسُ إِنِّي رَسُولُ ٱللَّهِ إِلَيۡكُمۡ جَمِيعًا﴾ [الأعراف: 158]، وبقوله تعالى: ﴿وَمَآ أَرۡسَلۡنَٰكَ إِلَّا كَآفَّةٗ لِّلنَّاسِ بَشِيرٗا وَنَذِيرٗا﴾ [سبأ: 28]، وبقوله تعالى: ﴿وَمَآ أَرۡسَلۡنَٰكَ إِلَّا رَحۡمَةٗ لِّلۡعَٰلَمِينَ﴾ [الأنبياء: 107]، فهذا من خصائصه صلى الله عليه وسلم، فمن لم يتبعه ويؤمن به فهو كافر، ولو كان يزعم أنه على دين اليهود والنصارى، فإن دينهم قد انتهى، ونسخ بالإسلام الذي جاء به محمد صلى الله عليه وسلم، والعمل إنما هو بالناسخ، ولا يجوز العمل بالمنسوخ، والله جل وعلا يشرع لخلقه ما يشاء؛ لأنه المشرع، ونحن علينا الامتثال، أما من يقول: لا نتبع إلا فلانًا.
([1]) أخرجه: البخاري رقم (335)، ومسلم رقم (521).
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد