×
شرح قاعدة جليلة في التوسل والوسيلة الجزء الأول

 مباشرة، وأنهم ليسوا بحاجة إلى الرسول صلى الله عليه وسلم؛ لأنهم عرفوا الله ووصلوا إليه، فليسوا بحاجة إلى الرسل، ولهذا قال: ﴿قُلۡ إِن كُنتُمۡ تُحِبُّونَ ٱللَّهَ فَٱتَّبِعُونِي فعلامة محبة الله اتباع رسوله صلى الله عليه وسلم، فمن ادعى أنه يحب الله ولا يتبع الرسول، فهو كاذب ﴿فَإِنَّ ٱللَّهَ لَا يُحِبُّ ٱلۡكَٰفِرِينَ فلا طريق إلى الله إلا بهذا الدين الذي جاء به محمد صلى الله عليه وسلم، ليس لأحد أن يعبد الله بغير ما جاء به هذا الرسول صلى الله عليه وسلم، وإن زعم أنه يتقرب إلى الله، وأنه حسن النية، وحسن القصد، فالطريق مسدود في وجهه؛ لأنه أتى من غير طريق، ومن أتى من غير طريق، فإنه يضيع ويهلك، فلا طريق إلى الله إلا طريق هذا الرسول صلى الله عليه وسلم، فلا يجوز تقليد الناس وما هم عليه، وتقليد الكبار والعلماء والرؤساء إذا خالفوا أمر الرسول صلى الله عليه وسلم؛ ولذلك يقولون يوم القيامة وهم في النار: ﴿رَبَّنَآ إِنَّآ أَطَعۡنَا سَادَتَنَا وَكُبَرَآءَنَا فَأَضَلُّونَا ٱلسَّبِيلَا۠ [الأحزاب: 67].

وهكذا كل من اتبع غير الرسول صلى الله عليه وسلم بعد بعثته، فإنه قد ضل السبيل، وإن كان يزعم أنه يتقرب إلى الله، وأنه يحب الله، وأنه يقصد الخير؛ لأنه ترك الطريق الصحيح، فهو يمشي مع غير الطريق، مع طريق الضلال، فلا طريق إلى الله إلا من طريق الرسول صلى الله عليه وسلم، وذلك بامتثال سنته صلى الله عليه وسلم، وترك البدع، والمحدثات، والأذواق، والمواجيد التي يدعيها أهل الضلال.... إلى آخر ما يقولون، هذا كله لا يؤدي إلى نتيجة إلا نتيجة سيئة، فالله جل وعلا حصر الوصول إليه باتباع الرسول صلى الله عليه وسلم، الذي أرسله إلى الناس كافة، وليس هو رسول إلى العرب خاصة، وإنما هو إلى العرب والعجم وسائر الإنس والجن ([1])، بشيرًا ونذيرًا إلى


الشرح

([1])  أخرجه: البخاري رقم (335)، ومسلم رقم (521).