فلا يكفي الاعتراف بالقلب دون اتباع، والله جل وعلا يقول: ﴿فَٱلَّذِينَ
ءَامَنُواْ بِهِۦ وَعَزَّرُوهُ وَنَصَرُوهُ وَٱتَّبَعُواْ ٱلنُّورَ ٱلَّذِيٓ
أُنزِلَ مَعَهُۥٓ﴾ [الأعراف: 157]، ويقول عن المشركين: ﴿فَإِنَّهُمۡ لَا
يُكَذِّبُونَكَ وَلَٰكِنَّ ٱلظَّٰلِمِينَ بَِٔايَٰتِ ٱللَّهِ يَجۡحَدُونَ﴾ [الأنعام: 33]،
ويقول عن اليهود والنصارى: ﴿ٱلَّذِينَ
ءَاتَيۡنَٰهُمُ ٱلۡكِتَٰبَ يَعۡرِفُونَهُۥ﴾ أي: رسول الله صلى
الله عليه وسلم، ﴿كَمَا يَعۡرِفُونَ
أَبۡنَآءَهُمۡۖ وَإِنَّ فَرِيقٗا مِّنۡهُمۡ لَيَكۡتُمُونَ ٱلۡحَقَّ وَهُمۡ
يَعۡلَمُونَ﴾ [البقرة: 146]، فالاعتراف بالقلب دون اتباعٍ ونطق
باللسان لا ينفع.
قوله: «هُوَ سَبِيلُ اللهِ» أي: هو
صراط الله، وطريقه الموصل إليه، والسبيل، والطريق، والوسيلة.
قوله: «وَهُوَ دِينُ اللهِ وَهُوَ
عِبَادَةُ اللهِ وَهُوَ طَاعَةُ اللهِ» فالذي يعبد الله، ويصلي، ويصوم،
ويجتهد، ولكن على غير طريقة الرسول صلى الله عليه وسلم، فهذا لا يعبد الله، وإنما
يعبد الشيطان، ويعبد هواه.
قوله: «وَهُوَ طَرِيقُ أَوْلِيَاءِ
اللهِ». هو الطريق الوحيد طريق أولياء الله الذين يحبهم، ويحبونه.
قوله: «وَهُوَ الوَسِيلَةُ» هذا محل
الشاهد.
قوله: «وَهُوَ الوَسِيلَةُ الَّتِي
أَمَرَ اللهُ بِهَا عِبَادَهُ فِي قَولِهِ تَعَالَى: ﴿يَٰٓأَيُّهَا
ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ ٱتَّقُواْ ٱللَّهَ وَٱبۡتَغُوٓاْ إِلَيۡهِ ٱلۡوَسِيلَةَ﴾ [المائدة: 35] » قال المشركون من القبوريين:
الوسيلة أن تجعل بينك وبين الله واسطة من الخلق.
وقال أهل العلم الراسخون فيه: الوسيلة أن تعبد الله وحده لا شريك له، هذه
هي الوسيلة التي أمر الله بها.
قوله: «فَابْتِغَاءُ الوَسِيلَةِ إِلَى اللهِ
إنَّمَا يَكُونُ لِمَنْ تَوَسَّلَ إِلَى اللهِ
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد