×
شرح قاعدة جليلة في التوسل والوسيلة الجزء الأول

قوله: «فَعَلَى كُلِّ أَحَدٍ أَنْ يُؤْمِنَ بِهِ وَبِمَا جَاءَ بِهِ» فليس لأحد أن يقول: أنا لا أحتاج إلى اتباع الرسول؛ لأنني أعرف وعندي علم، أو أنا وصلت إلى الله ولست بحاجة إلى الرسول صلى الله عليه وسلم.

وقد ذكر الإمام المجدد محمد بن عبد الوهاب رحمه الله في «نواقض الإسلام» أن من زعم أن أحدًا يسعه الخروج عن شريعة محمد صلى الله عليه وسلم، وأن له أن يعبد الله على الطريقة التي يراها، أو الطريقة السابقة، فإنه يكون مرتدًا عن دين الإسلام.

قوله: «وَيَتَّبِعَهُ فِي بَاطِنِهِ وَظَاهِرِهِ» لا ينفع الاتباع في الظاهر، ويكون الكفر في الباطن، فهذه حال المنافقين، قال تعالى: ﴿إِذَا جَآءَكَ ٱلۡمُنَٰفِقُونَ قَالُواْ نَشۡهَدُ إِنَّكَ لَرَسُولُ ٱللَّهِۗ يقولونه بألسنتهم ﴿وَٱللَّهُ يَعۡلَمُ إِنَّكَ لَرَسُولُهُۥ وَٱللَّهُ يَشۡهَدُ إِنَّ ٱلۡمُنَٰفِقِينَ لَكَٰذِبُونَ [المنافقون: 1]، أي: في نفوسهم وقرارة قلوبهم كاذبون، لكن الرسول صلى الله عليه وسلم يقبل منهم علانيتهم، ويكل سرائرهم إلى الله عز وجل، أما الله جل وعلا فإنه يطلع على الظاهر والباطن، والرسول صلى الله عليه وسلم لا يطلع إلا على الظاهر، فيقبل إسلامهم، ويقبل شهادتهم بناءً على ظاهرهم.

قوله: «وَالإِْيمَانُ بِهِ وَمُتَابَعَتُهُ» الإيمان والتصديق برسالته صلى الله عليه وسلم واتباعه، فلا يكفي التصديق، وإلا فيوجد من يصدق أنه رسول الله، لكنه لا يتبعه، وهذا كافر، وهو كحال أبي طالب لما اعترف للرسول صلى الله عليه وسلم أنه حق، لكنه خاف إن اتبعه أن يصير مسبة لقومه ولدين عبد المطلب، فمنعته الحمية الجاهلية، لدين أبيه من أن يتبع الرسول صلى الله عليه وسلم ([1]).


الشرح

([1])  أخرجه: البخاري رقم (3884)، ومسلم رقم (24).