×
شرح قاعدة جليلة في التوسل والوسيلة الجزء الأول

هذا نوع من العبادة، فالذي يطيع مخلوقًا في التحليل والتحريم غير الرسول صلى الله عليه وسلم، فقد اتخذه مشرعًا كالله عز وجل.

قوله: «وَالدِّينُ مَا شَرَعَهُ اللهُ وَرَسُولُهُ» لا ما شرعه الأشياخ، ومشايخ الطرق، وأهل الضلال؛ لأن الدين هو ما شرعه الله ورسوله، قال تعالى: ﴿شَرَعَ لَكُم مِّنَ ٱلدِّينِ مَا وَصَّىٰ بِهِۦ نُوحٗا وَٱلَّذِيٓ أَوۡحَيۡنَآ إِلَيۡكَ وَمَا وَصَّيۡنَا بِهِۦٓ إِبۡرَٰهِيمَ وَمُوسَىٰ وَعِيسَىٰٓۖ أَنۡ أَقِيمُواْ ٱلدِّينَ وَلَا تَتَفَرَّقُواْ فِيهِۚ كَبُرَ عَلَى ٱلۡمُشۡرِكِينَ مَا تَدۡعُوهُمۡ إِلَيۡهِۚ [الشورى: 13]، فليس لأحد أن يشرع دينًا من عنده، ومن جاء ببدعة فقد شرع دينًا من عنده، ومن حرم حلالاً أو أحل حرامًا فقد شرع دينًا من عنده، فالدين ما شرعه الله عز وجل، فهو الذي يشرع لعباده، والرسول مبلغ عن الله، أما تشريعات الناس في العبادات، أو المعاملات، أو الأخلاق والآداب، فهي مردودة كلها، إلا ما وافق الدليل من الكتاب والسنة.

قوله: «وَقَدْ أَرْسَلَهُ اللهُ إِلَى الثَّقَلَيْنِ الجِنِّ وَالإِْنْسِ». أرسله الله جل وعلا إلى الثقلين بشيرًا ونذيرًا، لا بد من اعتقاد هذا، وأن رسالته عامة، والذي يعترف أنه رسول، ويؤمن أنه رسول، لكنه يقول: إن رسالته إلى العرب فقط، أو إلى قومه فقط، فهو كافر؛ لأنه مكذب لله ولرسوله، فلا بد من الإيمان، والاعتراف، والإقرار بأنه رسول الله إلى الناس كافة، وأنه لا يسع أحدًا إلا اتباعه صلى الله عليه وسلم.

أما الآن فيوجد من يقول: إن اليهود على حق، والنصارى على حق، والإسلام على حق من باب المجاملة، وإلا فهم لا يرون أن الإسلام على حق، لكن يقولون: هو دين من عرض الأديان، ولا يعترفون أنه ناسخ، ولا يعترفون أن الرسول رسالته عامة، وما هذا إلا كفر بالله عز وجل، وجحود لرسالة الرسول صلى الله عليه وسلم.


الشرح