لكن
الشفاعة الخاصة هذه لا يشاركها فيها أحد صلى الله عليه وسلم، وهي الشفاعة في أهل
الموقف، أما الشفاعة في أهل الذنوب من الموحدين، فيشاركه فيها غيره.
قوله: «وَأَعْلاَهُمْ جَاهًا عِنْدَ
اللَّهِ» لا شك أن له جاهًا عند الله عز وجل، لكن لا يسأل بجاهه، فلا يقال: أسألك
بجاه الرسول، أو بجاه محمد؛ لأن هذه بدعة، وإلا فالرسول له جاه، وكان عيسى عليه
السلام عند الله وجيهًا، قال تعالى: ﴿وَجِيهٗا
فِي ٱلدُّنۡيَا وَٱلۡأٓخِرَةِ﴾ [آل عمران: 45]، وكان موسى عليه السلام وجيهًا أيضًا،
والله جل وعلا يقول: ﴿فَبَرَّأَهُ ٱللَّهُ
مِمَّا قَالُواْۚ﴾ أي: موسى عليه السلام، ﴿وَكَانَ
عِندَ ٱللَّهِ وَجِيهٗا﴾ [الأحزاب: 69]، فإذا كان موسى وعيسى عليهما السلام
وجيهين عند الله، فمحمد صلى الله عليه وسلم أعظم منهما، فله جاه عند الله عز وجل،
ولكن لا نسأل الله بجاهه؛ لأن هذا الشيء لم يرد، إنما نسأل الله باتباعه؛ لأن
اتباعه طاعة وعبادة، فنتوسل لله بالطاعة والعبادة له، ومنها اتباع الرسول صلى الله
عليه وسلم: ﴿رَبَّنَآ
ءَامَنَّا بِمَآ أَنزَلۡتَ وَٱتَّبَعۡنَا ٱلرَّسُولَ فَٱكۡتُبۡنَا مَعَ ٱلشَّٰهِدِينَ﴾ [آل عمران: 53]،
فاتباع الرسول عمل صالح يتوسل به إلى الله عز وجل، أما التوسل إلى الله بنفس جاه
الرسول صلى الله عليه وسلم، فهذا شيء لم يرد، وإن كان الرسول له جاه عظيم عند الله
عز وجل.
الصفحة 6 / 690
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد