قوله: «صَاحِبُ المَقَامِ
المَحْمُودِ» هذه الشفاعة العامة التي تكون لجميع الناس مسلمين وكفار، وهي
الشفاعة في أهل الموقف أن يخلصهم الله من كرب الموقف وهوله وشدته، فيطلب من الله
أن يأذن لعباده بالانصراف من الموقف إلى الحساب، وإلى ما بعده، فيأذن الله لهم
بعدما يدعوه النبي صلى الله عليه وسلم ويخر ساجدًا بين يديه، ولا يشفع حتى يُقال
له: «ارْفَعَ رَأْسَكَ، وَسَلْ تُعْطَهْ،
وَقُلْ يُسْمَعْ، وَاشْفَعْ تُشَفَّعْ» ([1]).
هذه الشفاعة العظمى خاصة بالنبي صلى الله عليه وسلم، وهي المقام المحمود ﴿عَسَىٰٓ أَن يَبۡعَثَكَ
رَبُّكَ مَقَامٗا مَّحۡمُودٗا﴾ [الإسراء: 79]، يحمده الأولون والآخرون على توسطه لهم
عند الله بالدعاء أن يخلصهم من كرب الموقف، والرسول حي في ذاك الوقت، وطلب الدعاء
من الحي أمر مشروع، أما طلب الشفاعة من الميت، أو الدعاء من الميت، فهذا أمر
ممنوع؛ لأن الميت ليس له عمل، فقد انقطع عمله، ولا يقدر أن يعمل شيئًا لا دعاء،
ولا غير دعاء.
قوله: «الَّذِي يَغْبِطُهُ بِهِ
الأَْوَّلُونَ والآخَرُونَ». حينما يشفع، ويقبل الله شفاعته في أهل الموقف.
قوله: «فَهُوَ أَعْظَمُ الشُّفَعَاءِ قَدْرًا». الشفعاء كثيرون، يأذن الله عز وجل لخلق كثيرين بالشفاعة، فالرسل يشفعون، والصالحون ([2])، والأفراط ([3]) - وهم الصغار الذين ماتوا قبل البلوغ ([4])، وغيرهم، فالشفعاء كثيرون،
([1]) أخرجه: البخاري رقم (4476)، ومسلم رقم (193).
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد