وَهُوَ صلى الله عليه وسلم
شَفِيعُ الْخَلاَئِقِ، صَاحِبُ الْمَقَامِ الْمَحْمُودِ الَّذِي يَغْبِطُهُ بِهِ
الأَْوَّلُونَ والآخرون، فَهُوَ أَعْظَمُ الشُّفَعَاءِ قَدْرًا، وَأَعْلاَهُمْ
جَاهًا عِنْدَ اللَّهِ.
**********
الشرح
قوله: «وَهُوَ صلى الله عليه وسلم
شَفِيعُ الخَلاَئِقِ» هذا بلا شك، والشفاعة حق بالمعنى الصحيح، الشفاعة التي
تطلب من الله، ويكون المشفوع فيه غير مشرك، وغير كافر، يكون من أهل الإيمان، فتقبل
الشفاعة بشرطين:
الشرط الأول: أن تكون الشفاعة بإذن الله، قال تعالى: ﴿مَن ذَا ٱلَّذِي يَشۡفَعُ
عِندَهُۥٓ إِلَّا بِإِذۡنِهِۦۚ﴾ [البقرة: 255]، وليس مثل الرؤساء والملوك حين يشفع
عندهم الناس والشفعاء دون إذنهم، بل قد لا يرضون بهذا، لكن يضطرون إلى قبول
الشفاعة؛ لأجل مداراة الناس، ورعاية مصالحهم، فالله جل وعلا ليس كذلك، وليس بحاجة
إلى أن تتخذ وسائط تبلغه حاجتك، فهو يعلمها، ويسمعك ويبصر حالتك، فلا بد من إذن
الله للشافع أن يشفع، لا كالمخلوق يشفع عنده دون إذن.
الشرط الثاني: أن يكون المشفوع فيه من أهل التوحيد الذين عندهم ذنوب
وسيئات، ويستحقون العذاب، فيشفع لهم الشافع عند الله، ويتوسط لهم؛ لتخليصهم من
العذاب بدعائه، يدعو الله عز وجل أن يخلص فلانًا، وأن ينقذ فلانًا من العذاب،
والشفاعة هنا معناها الدعاء، فيدعو الله عز وجل أن يخلص فلانًا من العذاب، أما
الكافر، فالله جل وعلا يقول في الكفار: ﴿فَمَا تَنفَعُهُمۡ
شَفَٰعَةُ ٱلشَّٰفِعِينَ﴾ [المدثر: 48]، وقال تعالى: ﴿مَا
لِلظَّٰلِمِينَ مِنۡ حَمِيمٖ وَلَا شَفِيعٖ يُطَاعُ﴾ [غافر: 18].
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد