وَلَفْظُ «التَّوَسُّلِ» فِي عُرْفِ الصَّحَابَةِ
كَانُوا يَسْتَعْملونَهُ فِي هَذَا الْمَعْنَى، وَالتَّوَسُّلُ بِدُعَائِهِ
وَشَفَاعَتِهِ يَنْفَعُ مَعَ الإِْيمَانِ بِهِ، وَأَمَّا بِدُونِ الإِْيمَانِ
بِهِ، فَالْكُفَّارُ وَالْمُنَافِقُونَ لاَ تُغْنِي عَنْهُمْ شَفَاعَةُ الشَّافِعِينَ
فِي الآْخِرَةِ.
**********
الشرح
قوله: «وَلَفْظُ «التَّوَسُّلِ» فِي
عُرْفِ الصَّحَابَةِ كَانُوا يَسْتَعْمِلُونَهُ فِي هَذَا المَعْنَى». هذا لفظ
التوسل، وهو التقرب إلى الله عز وجل بالأعمال الصالحة، هذا الذي تفسر به الوسيلة،
ومن يراجع التفاسير يجد هذا مدونًا بها؛ كتفسير ابن جرير، وابن كثير، وأئمة أهل
التفسير.
قوله: «وَالتَّوَسُّلُ بِدُعَائِهِ
وَشَفَاعَتِهِ يَنْفَعُ مَعَ الإِْيمَانِ بِهِ، وَأَمَّا بِدُونِ الإِْيمَانِ
بِهِ، فَالْكُفَّارُ وَالْمُنَافِقُونَ لاَ تُغْنِي عَنْهُمْ شَفَاعَةُ
الشَّافِعِينَ فِي الآْخِرَةِ». لا شفاعة الأنبياء، ولا غيرهم، ﴿فَمَا تَنفَعُهُمۡ شَفَٰعَةُ
ٱلشَّٰفِعِينَ﴾ [المدثر: 48]، الشفاعة إنما تنفع لأهل الإيمان، وهذا
شرط من شروط الشفاعة، ﴿مَا
لِلظَّٰلِمِينَ مِنۡ حَمِيمٖ وَلَا شَفِيعٖ يُطَاعُ﴾ [غافر: 18].
وقد سبق أن التوسل، وهو طلب القرب من الله جل وعلا ينقسم إلى قسمين:
الأول: قسم جائز.
الثاني: قسم ممنوع.
والقسم الجائز أنواع:
النوع الأول: أن يتوسل إلى الله جل وعلا بطاعته، فالوسيلة المقربة
إلى الله هي طاعته جل وعلا بامتثال أوامره، واجتناب نواهيه، وهذا من قبل العبد
نفسه، هو بنفسه يعمل هذا الشيء فيما بينه وبين الله، ولا يحتاج إلى الآخرين، بل
يعمل ما يقربه إلى الله جل وعلا، وهذا لا شك أنه من
الصفحة 1 / 690
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد