التوسل المشروع، وهو المقرب إلى الله، وهو المذكور في قوله تعالى: ﴿يَٰٓأَيُّهَا ٱلَّذِينَ
ءَامَنُواْ ٱتَّقُواْ ٱللَّهَ وَٱبۡتَغُوٓاْ إِلَيۡهِ ٱلۡوَسِيلَةَ﴾ [المائدة: 35]، أي:
بطاعته، وامتثال أوامره، واجتناب نواهيه، فهذا فيه استغناء العبد عن الناس، وإنما
هو بنفسه يجعل بينه وبين الله وسيلة بالعبادة، والطاعة، هذا هو الأصل.
النوع الثاني: أن يطلب من غيره أن يدعو الله له، وكان الأصل أنه هو الذي يدعو الله، والله قريب مجيب، ﴿وَقَالَ رَبُّكُمُ ٱدۡعُونِيٓ أَسۡتَجِبۡ لَكُمۡۚ﴾ [غافر: 60]، فالله جل وعلا قريب مجيب، تدعوه أنت بنفسك، والدعاء في حد ذاته عبادة عظيمة ([1])، بل هو أعظم أنواع العبادة، فكونك تدعو الله هذا هو الأصل، وفيه استغناء عن الناس، والله وعدك أن يستجيب لك، فلا شك أن الله يستجيب للداعي إذا خلا من الموانع، واستوفى شروط الإجابة، فإن لم يستجب له، فلا بد أن هناك أسبابًا من قبل العبد حالت بينه وبين قبول الدعاء، فعليه أن يصلح نفسه، لكن إذا احتاج إلى دعاء الصالحين الأحياء الحاضرين، فلا مانع من ذلك، وهذا من باب الجواز، وإن كان الأفضل تركه، لكن إذا طلبت من عبدٍ صالح حاضر أن يدعو الله لك، فهذا أمر جائز، وهو من التوسل بدعاء الصالحين، وقد كان الصحابة رضي الله عنهم يطلبون من النبي صلى الله عليه وسلم أن يدعو الله لهم، فيدعو لهم، يطلبون منه أن يدعو لهم بالغيث، فيدعو، ويستسقي، فيغيثهم الله، يطلبون منه أن يستغفر لهم، فيستغفر صلى الله عليه وسلم لهم ([2]).
([1]) أخرجه: أبو داود رقم (1479)، والترمذي رقم (2969)، وابن ماجه رقم (3828).
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد