كذلك من غير الرسول صلى الله عليه وسلم من أهل الدين والصلاح تطلب من عبد
صالح حاضر على قيد الحياة أن يدعو الله لك، فهذا أمر جائز، وقد فعله عمر الفاروق
رضي الله عنه مع العباس بن عبد المطلب رضي الله عنه عم الرسول صلى الله عليه وسلم،
لما احتاج الناس إلى المطر طلب من العباس رضي الله عنه أن يدعو الله لهم؛ لفضل
العباس رضي الله عنه وقرابته من الرسول صلى الله عليه وسلم، فدعا الله لهم ([1])، أما الميت، فلا
يُطلب منه دعاء، ولا غيره، ولهذا عدل عمر رضي الله عنه عن الرسول صلى الله عليه
وسلم بعد موته إلى العباس رضي الله عنه، ولم يطلب من الرسول صلى الله عليه وسلم
بعد موته أن يدعو، مع أنه أفضل من العباس رضي الله عنه، وأفضل الخلق، لكن الميت لا
يطلب منه شيء؛ لأن أعماله قد انتهت.
قال صلى الله عليه وسلم: «إِذَا
مَاتَ الإِْنْسَانُ انْقَطَعَ عَمَلُهُ إِلاَّ مِنْ ثَلاَثَةٍ....» ([2]).
قدمها في حياته، فتستمر بعد موته، لا أن الميت ينشئ شيئًا بعد موته، فالميت
لا يقوم بشيء بعد موته؛ لأن العمل انتهى، لا الدعاء ولا غيره، لا من الرسول ولا من
غيره صلى الله عليه وسلم، فلو كان طلب الدعاء من الميت جائزًا لفعله عمر والصحابة
رضي الله عنهم، لكن لما علموا أن هذا لا يجوز عدلوا عن الميت الفاضل وهو الرسول
صلى الله عليه وسلم إلى الحي المفضول وهو العباس بن عبد المطلب.
كذلك معاوية رضي الله عنه في الشام لما أجدبوا طلب من يزيد بن الأسود الجرشي رضي الله عنه أن يدعو لهم، وكان رجلاً صالحًا، فدعا لهم ([3])، كما فعل عمر رضي الله عنه مع العباس رضي الله عنه. فطلب الدعاء من الحي الحاضر لا بأس معه، لكن الاستغناء عنه، وكون الإنسان يدعو بنفسه أفضل.
([1]) أخرجه: البخاري رقم (1010).
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد