وقوله: «قال تعالى: ﴿إِنَّمَا ٱلنَّسِيٓءُ زِيَادَةٞ فِي ٱلۡكُفۡرِۖ﴾ هذا دليل على أن الكفر يشتد
ويزيد.
قوله: «فَإِذَا كَانَ فِي
الْكُفَّارِ مَنْ خَفَّ كُفْرُهُ بِسَبَبِ نُصْرَتِهِ وَمَعُونَتِهِ».
هذا خاص بأبي طالب، فهو أخف الكفار كفرًا؛ بسبب أنه ناصر الرسول صلى الله
عليه وسلم، ووقف معه المواقف الجيدة، ولم يتجرأ المشركون على الرسول صلى الله عليه
وسلم حتى مات أبو طالب، فهو أخف من غيره في الكفر، ولذلك يُخفف عنه العذاب بشفاعة
النبي صلى الله عليه وسلم، فإن النبي صلى الله عليه وسلم شفع له حتى خفف عنه
العذاب، ولم يشفع له في إخراجه من النار؛ لأن الكافر لا يخرج من النار، لا بشفاعةٍ
ولا بغيرها، بل هو خالد مخلد فيها، فهذه الشفاعة في الكافر خاصة بأبي طالب، وخاصة
بالنبي صلى الله عليه وسلم.
قوله: «فَإِنَّهُ تَنْفَعُهُ
شَفَاعَتُهُ فِي تَخْفِيفِ الْعَذَابِ عَنْهُ لاَ فِي إِسْقَاطِ الْعَذَابِ
بِالْكُلِّيَّةِ» لأن الكافر الذي مات على الكفر يُخلد في العذاب، ويُخلد في
النار، لكن قد يُخفف عنه العذاب بسبب عمل عمله من أعمال الخير، كما فعل أبو طالب
مع النبي صلى الله عليه وسلم.
وقوله صلى الله عليه وسلم: «وَلَوْلاَ
أَنَا لَكَانَ فِي الدَّرْكِ الأَسْفَلِ مِنَ النَّارِ». دليل على أن الرسول
صلى الله عليه وسلم شفع لأبي طالب في تخفيف العذاب عنه حتى صار في ضحضاح من نار،
ولم يكن في غمرات جهنم، ولولا شفاعة الرسول صلى الله عليه وسلم لصار في غمرات
النار، وفي قعرها - والعياذ بالله.
وقوله صلى الله عليه وسلم: «هو فِي
ضَحْضَاحٍ مِنْ نَارٍ يَبْلُغُ كَعْبَيْهِ يَغْلِي مِنْهُ دِمَاغُهُ» فهو أخف
أهل النار عذابًا، لكنه من شدة الألم يرى أنه أشد أهل النار عذابًا، فكيف بالذي في
غمرات النار - والعياذ بالله - إذا كان هذا أخفهم يغلي دماغه من شدة العذاب الذي
في رجليه، وفي نعليه، فكيف
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد