×
شرح قاعدة جليلة في التوسل والوسيلة الجزء الأول

 وذلك كما فعل المشركون الذين يدعون ويتعبدون للأصنام، والملائكة، والصالحين ﴿وَيَقُولُونَ هَٰٓؤُلَآءِ شُفَعَٰٓؤُنَا عِندَ ٱللَّهِۚ [يونس: 18]، ويقولون: ﴿مَا نَعۡبُدُهُمۡ إِلَّا لِيُقَرِّبُونَآ إِلَى ٱللَّهِ زُلۡفَىٰٓ [الزمر: 3] فالسؤال بالجاه من وسائل الشرك، وهو بدعة لم يرد به دليل، مع أن الجاه موجود للرسول، وموجود لموسى وعيسى، ولغيرهم من الأنبياء، ومع هذا لم يشرع الله لنا السؤال بجاه أحد من خلقه.

قوله: «أَعْظَمُ الْخَلْقِ جَاهًا عِنْدَ اللهِ» فالنبي صلى الله عليه وسلم أعظم الخلق قدرًا عند الله، وهو إمام المرسلين، وأفضل المرسلين، خاتم النبيين، بُعث إلى الناس كافة، وكان الرسل من قبله يبعثون إلى أقوامهم خاصة ([1])، وأعطي صلى الله عليه وسلم من الخصائص ما لا يشاركه فيها غيره من الأنبياء، فهو أعظم جاهًا عند الله، ومع هذا لم يُشرع لنا أن نسأل الله بجاهه، فدل على أن السؤال بالجاه بدعة، ووسيلة من وسائل الشرك، وليس هذا من اتخاذ الوسيلة، ولا يدخل في قوله جل وعلا: ﴿وَٱبۡتَغُوٓاْ إِلَيۡهِ ٱلۡوَسِيلَةَ [المائدة: 35].

قوله: «لاَ جَاهَ لِمَخْلُوقٍ عِنْدَ اللهِ أَعْظَمُ مِنْ جَاهِهِ، وَلاَ شَفَاعَةَ أَعْظَمُ مِنْ شَفَاعَتِهِ» والشفاعة حق - كما سيأتي - وأعظم الشافعين هو نبينا محمد صلى الله عليه وسلم.


الشرح

([1])  أخرجه: البخاري رقم (335)، ومسلم رقم (521).