×
شرح قاعدة جليلة في التوسل والوسيلة الجزء الأول

 الأنبياء أننا نتقرب إليهم بالعبادة، ونصرف العبادة لهم، وإنما المقصود أننا نتبعهم، فمن أراد أن ينتفع بالأنبياء وبشفاعتهم، فليؤمن بهم ويطيعهم، وأما من اتخذهم آلهة يعبدهم من دون الله، ويزعم أنهم يشفعون له، كما كان المشركون، فهذا من الباطل، وهذا هو الذي قاتل النبي صلى الله عليه وسلم من فعله من المشركين.

قوله: «فَالشَّفَاعَةُ لِلْكُفَّارِ بِالنَّجَاةِ مِنْ النَّارِ، وَالاِسْتِغْفَارِ لَهُمْ مَعَ مَوْتِهِمْ عَلَى الْكُفْرِ لاَ تَنْفَعُهُمْ» الشفاعة للكفار والاستغفار له بعد موتهم لا يجوز من أحد، حتى ولو من أفضل الخلق محمد صلى الله عليه وسلم، أو غيره من النبيين الصالحين، بل الواجب على المسلم أن يتبرأ منهم ومن دينهم، هذا أمر معلوم، ولا تنفعهم شفاعة الشفعاء يوم القيامة إذا ماتوا على الكفر، ولا ينفعهم الاستغفار والدعاء لهم؛ لأنه مردود عند الله عز وجل، فهذا أمر يجب التفطن له، وهذا هو المقصود من اتخاذ الأنبياء وسائط بين العبد وبين ربه، فاتخاذهم وسائط يكون في تبليغ الرسالة، واتخاذهم وسائط في دعاء الله لنا والاستغفار لنا لا بأس به في حال حياتهم، أما اتخاذهم وسائط بأن نتقرب إليهم بالعبادة، والذبح، والنذر، وغير ذلك؛ كما يفعله القبوريون، فهذا أمر باطل وحابط، ولا ينفع أصحابه لا في الدنيا ولا في الآخرة.

قوله: «وَلَوْ كَانَ الشَّفِيعُ أَعْظَمَ الشُّفَعَاءِ جَاهًا». قال تعالى: ﴿فَمَا تَنفَعُهُمۡ شَفَٰعَةُ ٱلشَّٰفِعِينَ [المدثر: 48]، هذا مطلق، حتى ولو كان الشافع هو أعظم الخلق جاهًا عند الله، وهو الرسول صلى الله عليه وسلم، وقد قال الله جل وعلا له: ﴿ٱسۡتَغۡفِرۡ لَهُمۡ أَوۡ لَا تَسۡتَغۡفِرۡ لَهُمۡ إِن تَسۡتَغۡفِرۡ لَهُمۡ سَبۡعِينَ مَرَّةٗ فَلَن يَغۡفِرَ ٱللَّهُ لَهُمۡۚ [التوبة: 80]، مع أن المستغفر هو الرسول صلى الله عليه وسلم؛ لأنهم لم يكونوا على


الشرح