×
شرح قاعدة جليلة في التوسل والوسيلة الجزء الأول

 الإيمان، وقال في عمه أبي طالب: ﴿إِنَّكَ لَا تَهۡدِي مَنۡ أَحۡبَبۡتَ [القصص: 56]، وقال: ﴿مَا كَانَ لِلنَّبِيِّ وَٱلَّذِينَ ءَامَنُوٓاْ أَن يَسۡتَغۡفِرُواْ لِلۡمُشۡرِكِينَ [التوبة: 113]، فلا يجوز للنبي أن يستغفر للمشركين، ولا أن يشفع لهم يوم القيامة، ﴿فَمَا تَنفَعُهُمۡ شَفَٰعَةُ ٱلشَّٰفِعِينَ، أي شافع لا تنفع شفاعته للكافر يوم القيامة.

وهؤلاء الذين يأتون إلى القبور، ويذبحون وينذرون لها، ويقولون: نحن نتوسط بأصحابها، هؤلاء أشركوا بالله الشرك الأكبر، فلا تنفعهم الشفاعة يوم القيامة، ولا يدخلون تحت الشفاعة يوم القيامة ما داموا على الشرك، وعبادة غير الله عز وجل.

كيف تطلب من الرسول، أو من الرجل الصالح أن يشفع لك، وأنت مشرك تعبد غير الله؟ هذا لن يكون أبدًا، هذا محال، فإذا أردت أن تنفعك شفاعة الشافعين بإذن الله، فعليك بالتوحيد والإخلاص لله عز وجل، حتى تنفعك شفاعة الشافعين.

أما من كان على الشرك الأكبر، فلا تنفعه شفاعة الشافعين، ولو تعب وسهر الليالي، ولو جاء من بعيد زائرًا للقبر، أو أقام عنده، أو ذبح، أو نذر، أو أنفق الأموال، كل هذا باطل وهباء منثور، ولا ينفعه عند الله سبحانه وتعالى.

قوله: «فَلاَ شَفِيعَ أَعْظَمُ مِنْ مُحَمَّدٍ صلى الله عليه وسلم ثُمَّ الخَلِيلُ إِبْرَاهِيمُ».

إذا كان الله منع الرسول صلى الله عليه وسلم أن يستغفر لعمه أبي طالب، ونهاه عن ذلك بقوله: ﴿مَا كَانَ لِلنَّبِيِّ وَٱلَّذِينَ ءَامَنُوٓاْ أَن يَسۡتَغۡفِرُواْ لِلۡمُشۡرِكِينَ [التوبة: 113]، وإذا كان الله منع الخليل إبراهيم عليه الصلاة والسلام أن يستغفر لأبيه، مع أن الخليل هو أفضل الخلق بعد نبينا صلى الله عليه وسلم، فمنعه الله أن يستغفر لأبيه


الشرح