أقرب الناس إليه؛ كما قال
تعالى: ﴿وَمَا كَانَ ٱسۡتِغۡفَارُ
إِبۡرَٰهِيمَ لِأَبِيهِ إِلَّا عَن مَّوۡعِدَةٖ وَعَدَهَآ إِيَّاهُ فَلَمَّا
تَبَيَّنَ لَهُۥٓ أَنَّهُۥ عَدُوّٞ لِّلَّهِ تَبَرَّأَ مِنۡهُۚ إِنَّ إِبۡرَٰهِيمَ
لَأَوَّٰهٌ حَلِيمٞ﴾ [التوبة: 114]، ولما سمع بعض المسلمين هذه الآية -
وكانوا يستغفرون لأقاربهم المشركين - ندموا وخافوا، فأنزل الله تعالى: ﴿وَمَا كَانَ ٱللَّهُ
لِيُضِلَّ قَوۡمَۢا بَعۡدَ إِذۡ هَدَىٰهُمۡ حَتَّىٰ يُبَيِّنَ لَهُم مَّا
يَتَّقُونَۚ﴾ [التوبة: 115]، فإذا فعل الإنسان فعلاً عن جهل، ولم
يبلغه نهي عن ذلك، فإنه يعفى عنه.
لكن هؤلاء القبوريون بلغهم أن هذا لا ينفع، وأنه منهي عنه، وأنه حرام وشرك،
ومع ذلك أبوا أن يمتثلوا، واستمروا على الضلال، فهؤلاء عصوا الله على بصيرة بعدما
تبين لهم الحق، فلا يقال: إن هؤلاء جهال، وفعلوا هذا عن جهل، فبعد بعثة النبي صلى
الله عليه وسلم زال الجهل؛ لأن القرآن موجود، والسنة موجودة، والعلماء موجودون،
وأصوات العلماء تتردد عليهم في الصباح والمساء في النهي عن ذلك، وإبلاغ هذا الدين،
لكنهم لا يسمعون، واستمروا على ما هم عليه، فهؤلاء ليس لهم حجة، ولا يُقال: إنهم
جهال؛ لأنه زال جهلهم، وبلغتهم الحجة، فلا يعذرون بهذا.
قوله: «وَقَدْ دَعَا الْخَلِيلُ
إبْرَاهِيمُ لأَِبِيهِ، وَاسْتَغْفَرَ لَهُ؛ كَمَا قَالَ تَعَالَى عَنْهُ ﴿رَبَّنَا ٱغۡفِرۡ لِي وَلِوَٰلِدَيَّ
وَلِلۡمُؤۡمِنِينَ يَوۡمَ يَقُومُ ٱلۡحِسَابُ﴾ [إبراهيم: 41] ».
لأنه وعد قال: ﴿سَلَٰمٌ عَلَيۡكَۖ
سَأَسۡتَغۡفِرُ لَكَ رَبِّيٓۖ إِنَّهُۥ كَانَ بِي حَفِيّٗا﴾ [مريم: 47]، وعد
أباه فنفذ وعده، وقال الله تعالى: ﴿وَمَا
كَانَ ٱسۡتِغۡفَارُ إِبۡرَٰهِيمَ لِأَبِيهِ إِلَّا عَن مَّوۡعِدَةٖ وَعَدَهَآ
إِيَّاهُ فَلَمَّا تَبَيَّنَ لَهُۥٓ أَنَّهُۥ عَدُوّٞ لِّلَّهِ تَبَرَّأَ مِنۡهُۚ﴾ [التوبة: 114]،
فترك الاستغفار له، فلا يأتينا مغالط ويقول: القرآن
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد