×
شرح قاعدة جليلة في التوسل والوسيلة الجزء الأول

وَثَبَتَ فِي صَحِيحِ الْبُخَارِيِّ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ عَنْ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم أَنَّهُ قَالَ: «يَلْقَى إبْرَاهِيمُ أَبَاهُ آزَرَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَعَلَى وَجْهِ آزَرَ قَتَرَةٌ وَغَبَرَةٌ، فَيَقُولُ لَهُ إبْرَاهِيمُ: أَلَمْ أَقُلْ لَك لاَ تَعْصِنِي؟ فَيَقُولُ لَهُ أَبُوهُ: فَالْيَوْمَ لاَ أَعْصِيك. فَيَقُولُ إبْرَاهِيمُ: يَا رَبِّ أَنْتَ وَعَدْتنِي أَلا تُخْزِينِي يَوْمَ يُبْعَثُونَ وَأَيُّ خِزْيٍ أَخْزَى مِنْ أَبِي الأَْبْعَدِ؟ فَيَقُولُ اللَّهُ عز وجل: إنِّي حَرَّمْت الْجَنَّةَ عَلَى الْكَافِرِينَ، ثُمَّ يُقَالُ: اُنْظُرْ مَا تَحْتَ رِجْلَيْك، فَيَنْظُرُ فَإِذَا هُوَ بِذِيخِ مُتَلَطِّخٍ ([1])، فَيُؤْخَذُ بِقَوَائِمِهِ فَيُلْقَى فِي النَّارِ» ([2])، فَهَذَا لَمَّا مَاتَ مُشْرِكًا لَمْ يَنْفَعْهُ اسْتِغْفَارُ إبْرَاهِيمَ مَعَ عِظَمِ جَاهِهِ وَقَدْرِهِ.

وَقَدْ قَالَ تَعَالَى لِلْمُؤْمِنِينَ: ﴿قَدۡ كَانَتۡ لَكُمۡ أُسۡوَةٌ حَسَنَةٞ فِيٓ إِبۡرَٰهِيمَ وَٱلَّذِينَ مَعَهُۥٓ إِذۡ قَالُواْ لِقَوۡمِهِمۡ إِنَّا بُرَءَٰٓؤُاْ مِنكُمۡ وَمِمَّا تَعۡبُدُونَ مِن دُونِ ٱللَّهِ كَفَرۡنَا بِكُمۡ وَبَدَا بَيۡنَنَا وَبَيۡنَكُمُ ٱلۡعَدَٰوَةُ وَٱلۡبَغۡضَآءُ أَبَدًا حَتَّىٰ تُؤۡمِنُواْ بِٱللَّهِ وَحۡدَهُۥٓ إِلَّا قَوۡلَ إِبۡرَٰهِيمَ لِأَبِيهِ لَأَسۡتَغۡفِرَنَّ لَكَ وَمَآ أَمۡلِكُ لَكَ مِنَ ٱللَّهِ مِن شَيۡءٖۖ رَّبَّنَا عَلَيۡكَ تَوَكَّلۡنَا وَإِلَيۡكَ أَنَبۡنَا وَإِلَيۡكَ ٱلۡمَصِيرُ ٤رَبَّنَا لَا تَجۡعَلۡنَا فِتۡنَةٗ لِّلَّذِينَ كَفَرُواْ وَٱغۡفِرۡ لَنَا رَبَّنَآۖ إِنَّكَ أَنتَ ٱلۡعَزِيزُ ٱلۡحَكِيمُ ٥ [الممتحنة: 4، 5]، فَقَدْ أَمَرَ اللَّهُ تَعَالَى الْمُؤْمِنِينَ بِأَنْ يَتَأَسَّوْا بِإِبْرَاهِيمَ، وَمَنْ اتَّبَعَهُ، إلاَّ فِي قَوْلِ إبْرَاهِيمَ لأَِبِيهِ ﴿لَأَسۡتَغۡفِرَنَّ لَكَ، فَإِنَّ اللَّهَ لاَ يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ.

**********

الشرح

قوله: «فَإِذَا هُوَ بِذِيخِ مُتَلَطِّخٍ، فَيُؤْخَذُ بِقَوَائِمِهِ فَيُلْقَى فِي النَّار». هذا مصير أبي إبراهيم يوم القيامة، وهذا موقف إبراهيم عليه الصلاة والسلام أنه إذا رآه في


الشرح

([1])  قال ابن حجر: الذيخ - بكسر الذال المعجمة بعدها تحتانية ساكنة ثم خاء معجمة -: ذكر الضباع، وقيل: لا يُقال له ذيخ إلا إذا كان كثير الشعر... وقوله: متلطخ. قال بعض الشراح: أي في رجيع أو دم أو طين. انظر: ((فتح الباري)) (8/ 500).

([2])  أخرجه: البخاري رقم (3350).