هذه الحالة رق له، وطلب من
ربه ألا يخزيه فيه؛ لأنه طلب من ربه في الدنيا ﴿وَلَا
تُخۡزِنِي يَوۡمَ يُبۡعَثُونَ﴾ [الشعراء: 87]، فقال لربه: يا رب أنت وعدتني ألا تخزيني
يوم يبعثون، وأي خزيٍ أخزى من أبي الأبعد؟ أي خزي أشد من أن يرى أباه بهذه الصورة؟
فاستجاب الله له وغير صورة أباه من آدمي ومسخه إلى صورة ذيخ مشوهة - والذيخ: هو
ذكر الضباع - فعند ذلك يلقى في النار.
قوله: «فَهَذَا لَمَّا مَاتَ مُشْرِكًا
لَمْ يَنْفَعْهُ اسْتِغْفَارُ إِبْرَاهِيمَ مَعَ عِظَمِ جَاهِهِ وَقَدْرِهِ».
لم ينفعه استغفار إبراهيم عليه السلام، مع عظم جاه إبراهيم عليه السلام عند الله
عز وجل، فدل على أن المشرك لا ينفعه استغفار ولا شفاعة، مهما كان المستغفر
والشافع.
والله سبحانه وتعالى نهى المؤمنين أن يتخذوا عدوه وعدوهم أولياء يسرون
إليهم بالمودة؛ لأن الله أوجب بغض الكافرين، وبغض ما هم عليه؛ حتى لا يتأثر المسلم
بدينهم، أو يعصي الله بمحبتهم، والله يبغضهم، فقال تعالى: ﴿قَدۡ
كَانَتۡ لَكُمۡ أُسۡوَةٌ﴾ [الممتحنة: 4] أي: قدوة ﴿حَسَنَةٞ﴾، فالاقتداء إنما
يكون بالشيء الحسن في الدين والدنيا، ولا يكون الاقتداء بالشيء السيئ، ولا يكون
الأنبياء عليهم الصلاة والسلام إلا على شيء حسن، ﴿فِيٓ
إِبۡرَٰهِيمَ﴾ خليل الله، ﴿وَٱلَّذِينَ
مَعَهُۥٓ﴾ من المؤمنين ﴿إِذۡ
قَالُواْ لِقَوۡمِهِمۡ﴾ صارحوهم بذلك، وانظر إلى قوله: ﴿لِقَوۡمِهِمۡ﴾، فيبدؤون بقومهم
وإن كانوا أقرب الناس إليهم، فكيف بغيرهم من الكفار والمشركين؟
فيتبرؤون من قومهم وأقاربهم إذا كانوا أعداءً لله، ولرسوله، ولدين الإسلام:
﴿إِنَّا بُرَءَٰٓؤُاْ مِنكُمۡ﴾ والبراءة معناها:
الانقطاع والبعد عن
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد