الكفار وما هم عليه في
دينهم ﴿وَمِمَّا تَعۡبُدُونَ مِن
دُونِ ٱللَّهِ﴾، فلا يكفي أن يتبرؤوا من الكفار دون أن يتبرؤوا من
دينهم، ولا أن يتبرؤوا من دينهم دون أن يتبرؤوا منهم، فالبراءة من الكفار ودينهم؛
لأننا سمعنا من يقول الآن: نحن نتبرأ من دين الكفار، لكن لا نتبرأ من الكفار، وهذا
خلاف ملة إبراهيم عليه الصلاة والسلام، فإن ملة إبراهيم التي أمرنا باتباعها:
البراءة من الكفار، ومن دينهم، ﴿إِنَّا
بُرَءَٰٓؤُاْ مِنكُمۡ وَمِمَّا تَعۡبُدُونَ مِن دُونِ ٱللَّهِ﴾، ثم أكدوا ذلك
بقولهم: ﴿كَفَرۡنَا بِكُمۡ﴾، أي: اعتقدنا بطلان
ما أنتم عليه، وذلك من باب التأكيد.
وهذا من الواجب على المسلم أن يكفر بالطاغوت، ويؤمن بالله، قال تعالى: ﴿فَمَن يَكۡفُرۡ بِٱلطَّٰغُوتِ
وَيُؤۡمِنۢ بِٱللَّهِ﴾ [البقرة: 256]، فقدم الكفر بالطاغوت على الإيمان بالله؛
لأن الإيمان بالله لا يكفي مع عدم الكفر بالطاغوت، وهذا هو معنى لا إله إلا الله
فإن معنى لا إله كفر بالطاغوت، وإلا الله إيمانٌ بالله جل وعلا، فكلمة التوحيد
لا إله إلا الله مكونة من شيئين:
الأول: البراءة من الشرك، وأهله.
الثاني: التزام عبادة الله وحده لا شريك له.
ثم أكدوا زيادة، فقالوا: ﴿وَبَدَا
بَيۡنَنَا وَبَيۡنَكُمُ ٱلۡعَدَٰوَةُ وَٱلۡبَغۡضَآءُ﴾ بدا: ظهر، فلا بد
من إظهار العداوة لهم، وألا نتملقهم، أو نقول: أنتم على دين، ونحن على دين،
والأديان تتعايش، هذا معناه اعتراف بدين الكفار، وتمييع لدين الإسلام، وأن دين
الإسلام ينسجم مع الكفر، وهذا شيء مستحيل، فالضدان لا يجتمعان أبدًا، نعم، نحن
نتبرأ من دينهم، لكن لا نجبرهم على الدخول في الإسلام إجبارًا، إنما يدخلون
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد