×
شرح قاعدة جليلة في التوسل والوسيلة الجزء الأول

 فيه طواعية وعن اقتناع، والله تعالى يقول: ﴿لَآ إِكۡرَاهَ فِي ٱلدِّينِۖ [البقرة: 256]، فلا نجبرهم، ولا يمكن أن يجبر الإنسان على دين، ولو التزم به في الظاهر لن يلتزم به في الباطن إذا أجبر عليه، لكن إذا دخله عن اقتناع التزم به في الظاهر والباطن، ففرق بين أن نجبرهم على ديننا، وأن نعترف بدينهم، ونعايشه مع ديننا، ونقول: كلها أديان، والإنسان حر في ديانته، بمعنى أننا نصوب ما هو عليه.

بل نقول: ما هو عليه خطأ وضلال وكفر، ولا يتساوى مع الحق أبدًا، فهم على باطل، ونحن على الحق، ولا يمكن أن يُسوى هذا بهذا، وأن يُقال: كلها أديان، والتقارب بين الأديان أمر مطلوب، فلا تقارب بين حق وباطل، وبين هدى وضلال، وبين كفر وإيمان.

أما أن نتعاهد معهم، أو نأخذ منهم الجزية، ونتركهم على ما هم عليه، فليس هذا اعترافًا بدينهم، ولا إقرارًا لهم عليه، وإنما هذا لأجل إذلالهم، وإظهار الإسلام عليهم، وأن يكون الإسلام هو المهيمن والمسيطر عليهم، أما أن نجعل الأديان على حد سواء، فيُقال: كلها أديان، فليس هناك دين إلا دين الإسلام، وما عداه باطل، قال تعالى: ﴿إِنَّ ٱلدِّينَ عِندَ ٱللَّهِ ٱلۡإِسۡلَٰمُۗ [آل عمران: 19]، وقال تعالى: ﴿وَمَن يَبۡتَغِ غَيۡرَ ٱلۡإِسۡلَٰمِ دِينٗا فَلَن يُقۡبَلَ مِنۡهُ وَهُوَ فِي ٱلۡأٓخِرَةِ مِنَ ٱلۡخَٰسِرِينَ [آل عمران: 85].

والإسلام: إفراد الله جل وعلا بالعبادة التي شرعها على ألسنة رسله، وبعد بعثة محمد صلى الله عليه وسلم صار الإسلام هو ما جاء به محمد صلى الله عليه وسلم، وانتهت ديانات الرسل التي قبله، وصار دين محمد صلى الله عليه وسلم هو الدين الباقي، فلم تبق أديان مع دين محمد صلى الله عليه وسلم، أي: أديان صحيحة، أما أنها تبقى موجودة، نعم هي موجودة، ولكنها باطلة غير صحيحة، والواجب على المسلم أن


الشرح