×
شرح قاعدة جليلة في التوسل والوسيلة الجزء الأول

 يعتقد بطلانها، وأن دين الحق هو دين الإسلام وحده، ولا نجامل في هذا، والذي يسوي بين الحق والباطل والكفر والإيمان، وينادي بالتآخي بين أصحاب الديانات، وأنهم إخواننا، هذا كفر بالله عز وجل، والله أمرنا بالبراءة منهم ومن دينهم.

أما كوننا نتعامل معهم، أو نتعاهد معهم، فهذا ليس اعترافًا بدينهم، ولا اعترافًا بأن دينهم الحق، وإنما هو إذلال لهم، قال تعالى: ﴿حَتَّىٰ يُعۡطُواْ ٱلۡجِزۡيَةَ عَن يَدٖ وَهُمۡ صَٰغِرُونَ [التوبة: 29]، مع الصغار والذلة، فلا يجعل الإسلام مع غيره من الأديان على حد سواء، ويقال: كلها أديان حق، وكلها صحيحة؛ لأن هذا من الباطل، وهو دعوة إلى تمييع الإسلام مع غيره من الأديان، ولا يكون للإسلام ميزة أبدًا.

قال تعالى: ﴿وَبَدَا بَيۡنَنَا وَبَيۡنَكُمُ ٱلۡعَدَٰوَةُ وَٱلۡبَغۡضَآءُ [الممتحنة: 4] والبغضاء في القلب، وهي عدم المحبة؛ لأن الله يبغضهم، ونحن نبغض من يبغضه الله، قال تعالى: ﴿فَإِنَّ ٱللَّهَ عَدُوّٞ لِّلۡكَٰفِرِينَ [البقرة: 98].

فهذه آية عظيمة في الولاء والبراء، وهو الذي يحاول دعاة الضلال الآن القضاء عليه، ويعتبرونه من الإرهاب، ويعتبرونه من التشدد، وما أشبه ذلك من مقالاتهم الباطلة، والواجب على المسلم أن يعرف الحق، ويأخذ به، ويترك ما يُحاك حوله من الجهالات والضلالات، وليست هذه العداوة وهذه البراءة مؤقتة، بل قالوا: ﴿وَبَدَا بَيۡنَنَا وَبَيۡنَكُمُ ٱلۡعَدَٰوَةُ وَٱلۡبَغۡضَآءُ أَبَدًا حَتَّىٰ تُؤۡمِنُواْ بِٱللَّهِ وَحۡدَهُۥٓ [الممتحنة: 4]، هذه البراءة تدوم وتبقى إلى أن يسلموا، فما داموا لم يسلموا، فالعداوة والبراءة باقية حتى يؤمنوا بالله وحده، ولا يشركوا في عبادته غيره من الأصنام والمعبودات؛ لأنه لا يجتمع الإيمان بالله مع الإيمان بغيره.


الشرح