وَكَذَلِكَ سَيِّدُ
الشُّفَعَاءِ مُحَمَّدٌ صلى الله عليه وسلم، فَفِي «صَحِيحِ مُسْلِمٍ» عَنْ أَبِي
هُرَيْرَةَ أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: «اسْتَأْذَنْت رَبِّي أَنْ
أَسْتَغْفِرَ لأُِمِّي فَلَمْ يَأْذَنْ لِي، وَاسْتَأْذَنْته أَنْ أَزُورَ
قَبْرَهَا فَأَذِنَ لِي» ([1]).
**********
الشرح
فهذا نبينا محمد صلى الله عليه وسلم، أفضل من إبراهيم عليه السلام، وخاتم
الأنبياء والمرسلين، ومع ذلك لا يملك لأقرب الناس إليه شيئًا، فإبراهيم عليه
السلام لم يملك لأبيه - وهو أقرب الناس إليه - شيئًا، وما دعا له الله نهاه عن
ذلك، وكذلك نبينا محمد صلى الله عليه وسلم مع أنه أفضل الخلق، وسيد الرسل صلى الله
عليه وسلم قال لأقرب الناس إليه: «لاَ
أَمْلِكُ لَكُمْ مِنَ اللهِ شَيْئًا» ([2]).
فمجرد القرابة من الرسول دون إيمان ودون عمل صالح، لا تنفع، ولو كانت تنفع
لنفعت أبا لهب عم الرسول صلى الله عليه وسلم، ولنفعت أيضًا أبا طالب الذي سبقت
قصته ومواقفه مع الرسول صلى الله عليه وسلم، لكن لما لم يؤمن به، ومات على الكفر،
لم يقبل الله فيه شفاعة محمد صلى الله عليه وسلم.
فالذين يعتمدون على القرابة، وأنهم من بيت الرسول، ويظنون أنهم مهما عملا فإنهم لا يؤاخذون، وأن الله سيدخلهم الجنة، فهذا من الغرور، والقرابة من الرسول إذا كان معها عمل صالح، ففيها خير وأفضل، لكن إذا كانت دون عمل، ودون إيمان، فلا تنفع صاحبها، كما لم تنفع أبا طالب وأبا لهب، بل لم تنفع الرسول صلى الله عليه وسلم، كما سيأتي في الحديث، ولم تنفع والد الرسول صلى الله عليه وسلم، فقد جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم،
([1]) أخرجه: مسلم رقم (976).
الصفحة 1 / 690
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد