فهذا واضح من السنة، ومن هدي الخلفاء الراشدين أن الرسول لا يطلب منه شيء
بعد موته صلى الله عليه وسلم، ولا يتعلق عليه بشيء من الأمور، وإنما الأمور كلها
بيد الله سبحانه وتعالى.
والرسول صلى الله عليه وسلم لما اشتد أذى المشركين للمسلمين قنت يدعو
عليهم، فأنزل الله عليه: ﴿لَيۡسَ
لَكَ مِنَ ٱلۡأَمۡرِ شَيۡءٌ أَوۡ يَتُوبَ عَلَيۡهِمۡ أَوۡ يُعَذِّبَهُمۡ
فَإِنَّهُمۡ ظَٰلِمُونَ﴾ [آل عمران: 128]، فالأمر لله سبحانه وتعالى، والرسول لا
يملك أن يعطي من دعاه أو استغاثه وهو ميت، حتى في حال حياته كره كلمة نستغيث
بالرسول صلى الله عليه وسلم، ولما كان هناك منافق يؤذي المسلمين، قالوا: قوموا بنا
نستغيث برسول الله صلى الله عليه وسلم من هذا المنافق، فقال صلى الله عليه وسلم: «إِنَّهُ لاَ يُسْتَغَاثُ بِي، وَإِنَّمَا
يُسْتَغَاثُ بِاللهِ عز وجل » ([1])، مع أنه قادر على
أن يغيثهم، ولكنه كره هذا اللفظ، وأراد أن يسد هذه الوسيلة حتى لا يستغاث به بعد
موته؛ لأن الاستغاثة من أنواع العبادة، ولكن الحي يُستغاث به فيما يقدر عليه، قال
تعالى: ﴿فَٱسۡتَغَٰثَهُ ٱلَّذِي
مِن شِيعَتِهِۦ عَلَى ٱلَّذِي مِنۡ عَدُوِّهِۦ﴾ [القصص: 15]، وذلك
فيما يقدر عليه، أما ما لا يقدر عليه فلا يستغاث فيه بأحد إلا بالله سبحانه وتعالى.
وقوله صلى الله عليه وسلم: «سَلُونِي مِنْ مَالِي مَا شِئْتُمْ»، أي: اسألوني مما أملك وهو مالي، أما ما لا يملكه من المغفرة، والرزق، وشفاء المرضى، فهذا بيد الله جل وعلا، ولا يطلب من الرسول صلى الله عليه وسلم، ولا غيره.
([1]) لم أقف عليه بهذا اللفظ مسندًا، وقد ذكره الهيثمي في ((مجمع الزوائد)) (10/ 159) وعزاه إلى الطبراني في ((معجمه)).
الصفحة 7 / 690
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد