بالذي يطفئ النار بالماء،
فدل على أن القريب يصل ولو كان كافرًا، ولذلك أمر الله ببر الوالدين الكافرين، قال
تعالى: ﴿وَإِن جَٰهَدَاكَ
عَلَىٰٓ أَن تُشۡرِكَ بِي مَا لَيۡسَ لَكَ بِهِۦ عِلۡمٞ فَلَا تُطِعۡهُمَاۖ
وَصَاحِبۡهُمَا فِي ٱلدُّنۡيَا مَعۡرُوفٗاۖ﴾ [لقمان: 15]، فيوصل
الرحم ولو كان كافرًا، فإن هذا من الحقوق التي بين الناس، فأنت توصله بموجب الرحم،
ولكنك لا تحبه، وهذه من المسائل التي تستثنى، ولا تدخل في الموالاة.
قوله: «وَفِي رِوَايَةٍ عَنْهُ: «يَا
مَعْشَرَ قُرَيْشٍ...»» الحديث.
أولاً: دعا قريشًا القبيلة كلها، ثم دعا بني عبد المطلب، ثم دعا بني هاشم الذين
هم أقرب إليه، ثم دعا من هو أقرب: عمه، وعمته، وبنته صلى الله عليه وسلم، خاطبهم بقوله:
«لا أُغْنِي عَنْكُم مِنَ اللهِ شَيْئًا»،
فكيف بالذين يتعلقون بالرسول صلى الله عليه وسلم، ويظنون أنه يغفر السيئات، ويقضي
الحاجات، وهو ميت، وأنه يستغاث به، ويقدر على أن يجيب من دعاه إلى غير ذلك، ممن
أضلهم شياطين الجن والإنس به؟
والتعلق على الرسول صلى الله عليه وسلم إنما هو باتباعه، وطاعته صلى الله
عليه وسلم لا بطلب الحوائج منه بعد موته.
ولما أجدب المسلمون في عهد عمر رضي الله عنه، وكانت سنة الرسول صلى الله
عليه وسلم الاستسقاء عند الجدب، أرادوا أن يستسقوا، فلم يذهبا للرسول في قبره
ليطلبوا منه أن يدعو لهم بالسقيا كما كانوا يطلبون منه وهو حي صلى الله عليه وسلم،
وإنما طلب عمر من العباس رضي الله عنهما أن يدعو لهم بالسقيا. فطلب الدعاء من
المفضول وهو العباس رضي الله عنه، وترك الفاضل وهو الرسول صلى الله عليه وسلم؛ لأن
الرسول ميت لا يقدر على الدعاء، والعباس حي حاضر يقدر على الدعاء.
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد