فهذا من المعاندة والمشاقة
لرسول الله صلى الله عليه وسلم، وهذا يتعلق به كثير من القبوريين، والمبتدعة،
والخرافيين، ويقولون: هذا من محبة الرسول، وكذبوا في هذا، فإن محبة الرسول تقتضي
اتباعه، وطاعته، وقد نهى الرسول صلى الله عليه وسلم عن هذه الأمور، فالذي يحبه
يتجنب هذه الأمور؛ لأن الرسول لا يرضى أن تقول له: مَنْ لي ألوذ به سواك؟ ولا يرضى
أن تقول: إن الدنيا والآخرة كلها ملكك.
ولا يرضى أن تقول له: إنك تعلم كل شيء حتى ما في اللوح المحفوظ.
والرسول صلى الله عليه وسلم لما قال له رجل: ما شاء الله وشئت، قال: «أَجَعَلْتَنِي لِلهِ عَدْلاً؟ قُلْ: مَا
شَاءَ اللهُ وَحْدَهُ» ([1]).
وفي الحديث: عن حذيفة بن اليمان رضي الله عنه أَنَّ رَجُلاً مِنَ
الْمُسْلِمِينَ رَأَى فِي النَّوْمِ أَنَّهُ لَقِيَ رَجُلاً مِنْ أَهْلِ
الْكِتَابِ، فَقَالَ: نِعْمَ الْقَوْمُ أَنْتُمْ لَوْلاَ أَنَّكُمْ تُشْرِكُونَ،
تَقُولُونَ: مَا شَاءَ اللَّهُ وَشَاءَ مُحَمَّدٌ، وَذَكَرَ ذَلِكَ لِلنَّبِيِّ
صلى الله عليه وسلم، فَقَالَ: «أَمَا
وَاللَّهِ، إِنْ كُنْتُ لَأَعْرِفُهَا لَكُمْ، قُولُوا: مَا شَاءَ اللَّهُ، ثُمَّ
شَاءَ مُحَمَّدٌ» ([2]).
هذا حماية للتوحيد من رسول الله صلى الله عليه وسلم، فهل يرضى أن تقال فيه
هذه الأبيات، أو مثلها، أو ما هو أشد منها؟!
قوله صلى الله عليه وسلم: «غَيْرَ أَنَّ لَكُمْ رَحِمًا سَأَبُلُّهَا بِبَلاَلِهَا» أي: صلة القرابة، وفي قوله: «سَأَبُلُّهَا بِبَلاَلِهَا» شبه الرحم بالنار الحارة، وشبه الصلة
([1]) أخرجه: النسائي في الكبرى رقم (10759)، وأحمد رقم (3247)، والطبراني في الكبير رقم(13005).
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد