ويظنون أنه يعطيهم ما
يريدون، ويغفر ذنوبهم، ويمحو سيئاتهم، وأنه.... وأنه، ويغالون في حق الرسول صلى
الله عليه وسلم، ويستغيثون به، ويظنون أن الرسول هو الذي ينقذهم؛ كما يقول قائلهم:
يا أكرم الخلق من لي ألوذ به |
سواك عند حلول الحادث العمم |
إن لم تكن في ميعادي آخذًا |
بيدي وإلا قل يا زلة القدم |
فإن من جودك الدنيا وضرتها |
ومن علومك علم اللوح والقلم |
فقوله: «يَا أَكْرَمَ
الخَلْقِ مَنْ لِي أَلُوذُ بِهِ» أي: ما له أحد يلوذ به «عِنْدَ حُلُولِ الحَادِثِ الْعَمَمِ». أي: يوم القيامة ليس له ملاذ
إلا الرسول، والله ليس له وجود عند هذا القائل، تعالى الله عن ذلك، فالعياذ
واللياذ لله عز وجل عبادة.
وقوله: «آخِذًا بِيَدِي».
فيه أن الرسول يأخذ بيده، وينقذه من النار، والرسول لا ينقذ أحدًا من النار، قال
الله تعالى: ﴿أَفَأَنتَ تُنقِذُ
مَن فِي ٱلنَّارِ﴾ [الزمر: 19]، الرسول لا يملك هذا، «وَإِلاَّ قُلْ: يَا زَلَّةِ الْقَدَمِ».
ثم زاد في الغلو وقال: «فَإِنَّ
مِنْ جُودِكَ الدُّنْيَا وَضَرَّتَهَا»، أي: أن الدنيا والآخرة من جود الرسول،
وليست من الله جل وعلا، وهذا أبشع الغلو والعياذ بالله.
قوله: «وَمِنْ عُلُومِكَ عِلْمُ اللَّوْحِ وَالْقَلَمِ»، ما كتب في اللوح المحفوظ، وخطه القلم الذي قال الله له: «اكْتُبْ» ([1])، فهو من علم الرسول صلى الله عليه وسلم، الله ما له وجود في شعر هذا الطاغية -نسأل الله العافية- فهذا من الغلو في حق الرسول صلى الله عليه وسلم، فإذا كان يقول: «لاَ أَمْلِكُ لَكُمْ مِنَ اللهِ شَيْئًا» وهذا الشاعر يطلب من الرسول كل هذه الأمور،
([1]) أخرجه: أبو داود رقم (4700)، والترمذي رقم (3319)، وأحمد رقم (22705).
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد