×
شرح قاعدة جليلة في التوسل والوسيلة الجزء الأول

 ذلك، ﴿إِلَّا قَوۡلَ إِبۡرَٰهِيمَ لِأَبِيهِ لَأَسۡتَغۡفِرَنَّ لَكَ [الممتحنة: 4]، فلا يجوز الاستغفار للكافر الذي مات على الكفر، ولا المشرك الذي مات على الشرك الأكبر، قال تعالى: ﴿مَا كَانَ لِلنَّبِيِّ وَٱلَّذِينَ ءَامَنُوٓاْ أَن يَسۡتَغۡفِرُواْ لِلۡمُشۡرِكِينَ وَلَوۡ كَانُوٓاْ أُوْلِي قُرۡبَىٰ مِنۢ بَعۡدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُمۡ أَنَّهُمۡ أَصۡحَٰبُ ٱلۡجَحِيمِ [التوبة: 113].

قوله: «نَافِعَةٌ فِي الدُّنْيَا وَالدِّينِ بِاتِّفَاقِ المُسْلِمِينَ» لكنها لا تنفع مجردة دون إذن الله، بل لا بد من إذن الله جل وعلا.

قوله: «وَكَذَلِكَ شَفَاعَتُهُ لِلْمُؤْمِنِينَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فِي زِيَادَةِ الثَّوَابِ» الشفاعة المشروعة التي تتوافر فيها الشروط:

الأول: إذن الله للشافع أن يشفع.

الثاني: رضى الله عن المشفوع فيه.

والشفاعة أنواع، منها أنواع خاصة بالرسول صلى الله عليه وسلم، ومنها أنواع مشتركة بينه وبين غيره، فالأنواع الخاصة بالرسول صلى الله عليه وسلم:

أولاً: الشفاعة العظمى، وهي المقام المحمود، هذا خاص به صلى الله عليه وسلم ويتميز به عن الخلق يوم القيامة.

ثانيًا: الشفاعة فيمن دخل الجنة في رفع درجاتهم، أو شفاعة لهم في زيادة ثواب أعمالهم، وهذه خاصة بالرسول صلى الله عليه وسلم.

أما الشفاعة الأولى - وهي المقام المحمود - فهذه لا ينكرها أحد من أهل القبلة، وأما شفاعته في رفعة درجات بعض أهل الجنة إلى درجات أعلى منها، أو شفاعته في الزيادة في ثوابهم، فهذه جمهور المسلمين يثبتونها، يقول الشيخ: «وَقَدْ قِيلَ إِنَّ بَعْضَ أَهْلِ البِدْعَةِ يُنْكِرُهَا»، ففيها خلاف ضعيف.


الشرح