×
شرح قاعدة جليلة في التوسل والوسيلة الجزء الأول

 الأول: ﴿إِلَّا مِنۢ بَعۡدِ أَن يَأۡذَنَ ٱللَّهُ، أي: يأذن الله للشافع أن يشفع.

الثاني: ﴿وَيَرۡضَىٰٓ، أن يرضى عن المشفوع فيه بأن يكون من أهل الإيمان والتوحيد، ولكن عنده بعض المعاصي التي يستحق بها أن يُعذب، فيحتاج للشفاعة عند الله جل وعلا، ولعله أن يعفو عنه ويخرجه من النار.

قوله تعالى: ﴿وَقَالُواْ ٱتَّخَذَ ٱلرَّحۡمَٰنُ وَلَدٗاۗ سُبۡحَٰنَهُۥۚ بَلۡ عِبَادٞ مُّكۡرَمُونَ ٢٦لَا يَسۡبِقُونَهُۥ بِٱلۡقَوۡلِ وَهُم بِأَمۡرِهِۦ يَعۡمَلُونَ ٢٧يَعۡلَمُ مَا بَيۡنَ أَيۡدِيهِمۡ وَمَا خَلۡفَهُمۡ وَلَا يَشۡفَعُونَ إِلَّا لِمَنِ ٱرۡتَضَىٰ وَهُم مِّنۡ خَشۡيَتِهِۦ مُشۡفِقُونَ ٢٨، وصف للملائكة الكرام، فالمشركون ينسبون البنات إلى الله جل وعلا ويقولون: الملائكة بنات الله، والنصارى ينسبون الولد إلى الله ويقولون: المسيح ابن الله، قال تعالى: ﴿وَقَالَتِ ٱلنَّصَٰرَى ٱلۡمَسِيحُ ٱبۡنُ ٱللَّهِۖ [التوبة: 30]، والله جل وعلا منزه عن الصاحبة - أي: الزوجة - والولد، قال تعالى: ﴿أَنَّىٰ يَكُونُ لَهُۥ وَلَدٞ وَلَمۡ تَكُن لَّهُۥ صَٰحِبَةٞۖ [الأنعام: 101]، مع أنهم لا يرضون البنات لأنفسهم، وإذا بُشر أحدهم ببنت كرهها كراهية شديدة، وقد يدفنها حية تحت التراب حتى تموت، وهي المَوْؤُودة، قال تعالى: ﴿وَإِذَا بُشِّرَ أَحَدُهُم بِٱلۡأُنثَىٰ ظَلَّ وَجۡهُهُۥ مُسۡوَدّٗا وَهُوَ كَظِيمٞ ٥٨يَتَوَٰرَىٰ مِنَ ٱلۡقَوۡمِ مِن سُوٓءِ مَا بُشِّرَ بِهِۦٓۚ أَيُمۡسِكُهُۥ عَلَىٰ هُونٍ أَمۡ يَدُسُّهُۥ فِي ٱلتُّرَابِۗ أَلَا سَآءَ مَا يَحۡكُمُونَ ٥٩ [النحل: 58، 59]، أي: أيبقيها حية مع الذلة والهوان، أم يتخلص منها بأن يدفنها وهي حية في التراب حتى تموت.

فهم يكرهون البنات لأنفسهم ويجعلونها لله، فلم ينزهوا الله عما ينزهون أنفسهم عنه تعالى الله عن ذلك.


الشرح