×
شرح قاعدة جليلة في التوسل والوسيلة الجزء الأول

والله سبحانه وتعالى غنيٌّ عن الولد؛ لأن الولد جزء من الوالد، وشبيه بالوالد، والله جل وعلا لا شبيه له، ولا مثيل له، وأيضًا الوالد بحاجة إلى الولد؛ ليخدمه ويقوم عليه، والله غني ليس بحاجة إلى أحد، غني عن خلقه سبحانه وتعالى.

﴿وَقَالُواْ ٱتَّخَذَ ٱلرَّحۡمَٰنُ وَلَدٗاۗ، ويُطلق الولد على الذكر والأنثى ﴿سُبۡحَٰنَهُۥۚ هذا نفي وتنزيه لله أن يتخذ ولدًا، ﴿بَلۡ عِبَادٞ مُّكۡرَمُونَ [الأنبياء: 26] بل الملائكة عباد، والعبد لا يكون ولدًا لله عز وجل، فالله غني عنه؛ لأنه لو كان ولدًا لله لصار إلهًا مثل الله؛ لأن الولد جزء من الوالد؛ كما قال تعالى: ﴿وَجَعَلُواْ لَهُۥ مِنۡ عِبَادِهِۦ جُزۡءًاۚ إِنَّ ٱلۡإِنسَٰنَ لَكَفُورٞ مُّبِينٌ [الزخرف: 15]؛ لأن الولد بضع من الوالد وقطعة منه، ومعنى هذا أنه يكون إلهًا مع الله تعالى الله عن ذلك، والله سبحانه وتعالى لا شريك له.

وقوله: ﴿بَلۡ عِبَادٞ [الأنبياء: 26] ينفي عنهم أن يكونوا أولادًا لله سبحانه وتعالى، والنصارى يقولون: ﴿ٱلۡمَسِيحُ ٱبۡنُ ٱللَّهِۖ [التوبة: 30] في حين أن المسيح عبد الله ورسوله، وليس ابنًا لله عز وجل، ولهذا يقول المسيح يوم القيامة إذا سأله الله سبحانه وتعالى: ﴿ءَأَنتَ قُلۡتَ لِلنَّاسِ ٱتَّخِذُونِي وَأُمِّيَ إِلَٰهَيۡنِ مِن دُونِ ٱللَّهِۖ قَالَ سُبۡحَٰنَكَ مَا يَكُونُ لِيٓ أَنۡ أَقُولَ مَا لَيۡسَ لِي بِحَقٍّۚ أي: ليس له حق في الألوهية، ﴿إِن كُنتُ قُلۡتُهُۥ فَقَدۡ عَلِمۡتَهُۥۚ فليست بحاجة إلى أن أخبرك؛ لأنك تعلم أني ما قلت هذا، وأنهم يكذبون ﴿وَإِذۡ قَالَ ٱللَّهُ يَٰعِيسَى ٱبۡنَ مَرۡيَمَ ءَأَنتَ قُلۡتَ لِلنَّاسِ ٱتَّخِذُونِي وَأُمِّيَ إِلَٰهَيۡنِ مِن دُونِ ٱللَّهِۖ قَالَ سُبۡحَٰنَكَ مَا يَكُونُ لِيٓ أَنۡ أَقُولَ مَا لَيۡسَ لِي بِحَقٍّۚ إِن كُنتُ قُلۡتُهُۥ فَقَدۡ عَلِمۡتَهُۥۚ تَعۡلَمُ مَا فِي نَفۡسِي وَلَآ أَعۡلَمُ مَا فِي نَفۡسِكَۚ إِنَّكَ أَنتَ عَلَّٰمُ ٱلۡغُيُوبِ ١١٦مَا قُلۡتُ لَهُمۡ إِلَّا مَآ أَمَرۡتَنِي بِهِۦٓ أَنِ ٱعۡبُدُواْ ٱللَّهَ رَبِّي وَرَبَّكُمۡۚ وَكُنتُ عَلَيۡهِمۡ شَهِيدٗا مَّا دُمۡتُ فِيهِمۡۖ فَلَمَّا تَوَفَّيۡتَنِي كُنتَ أَنتَ ٱلرَّقِيبَ عَلَيۡهِمۡۚ وَأَنتَ عَلَىٰ كُلِّ شَيۡءٖ شَهِيدٌ ١١٧ [المائدة: 116، 117].


الشرح