السَّمَاءِ الدُّنْيَا حِينَ يَبْقَى ثُلُثُ
اللَّيْلِ الآخِرُ يَقُولُ: مَنْ يَدْعُونِي، فَأَسْتَجِيبَ لَهُ مَنْ يَسْأَلُنِي
فَأُعْطِيَهُ، مَنْ يَسْتَغْفِرُنِي فَأَغْفِرَ لَهُ» ([1]).
فهو جل وعلا قريب من عباده، ويعرض عليهم الدعاء والتوبة والاستغفار،
والعباد يسألونه، ويعدهم بالإجابة والمغفرة، فليسوا بحاجة إلى أن يعقدوا أمورهم،
وأن يجعلوا وسطاء بينهم وبين الله عز وجل، لكن هذا من إغراء شياطين الإنس والجن دعاة
الضلال، هم الذين غرسوا فيهم هذه العقيدة الوثنية بغفلة أو تساهل وكسل من أهل
العلم في القيام بالدعوة إلى الله جل وعلا؛ حتى نمت هذه الأمور. وحين تُنكر على
هؤلاء يقولون: هذا ينكر الدين، فصارت هي الدين، وصار التوحيد ليس بدين عندهم،
ويعتبرونه تنقصًا للأولياء والصالحين بزعمهم، ويقولون: هذا لا يحب الرسول، ولا يحب
الأولياء والصالحين، فهم يصفونه إما أنه تنقص، وإما أنه لا يحب هؤلاء الأنبياء،
والصالحين، كذا يقولون، ولذلك يقولون: إن الوهابية لا يحبون الرسول صلى الله عليه
وسلم؛ لأنهم لا يدعونه من دون الله، فمحبة الرسول عندهم أن يُدعى من دون الله عز
وجل.
قوله: «فَيَشْفَعُونَ عِنْدَ الْمُلُوكِ بِغَيْرِ إذْنِ الْمُلُوكِ، وَقَدْ يَشْفَعُ أَحَدُهُمْ عِنْدَ الْمَلِكِ فِيمَا لاَ يَخْتَارُهُ، فَيَحْتَاجُ إلَى إجَابَةِ شَفَاعَتِهِ رَغْبَةً وَرَهْبَةً». وهذا هو الفرق بين الخالق والمخلوق.
([1]) أخرجه: البخاري رقم (1145)، ومسلم رقم (758).
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد